كلنا ثوار…. كلنا مدنيون

محمود محمد المفتي

كلنا مدنيين… نعم إنها الحقيقة عندما ترجع
بك الذاكرة ما قبل 17 فبراير. القصة كانت ملحمة لا شك, اختزلت في مجرم فاشي
رفض مطالب الشارع وخاطبنا بقذائف مضادات للطائرات في بنغازي…. مما تم
تصفية شبابنا بدون رحمة وأنا شخصيا كنت في قلب الحدث. ومنها تعسكرت الثورة
السلمية وجردنا من مدنيتنا… (وقبل الشعب الليبي التحدي بالتحدي) ومنها لقن
الطاغية درس بعد الأخر حتى تم دحره من جميع المدن التي دنسها خلال الأربع
العقود الماضية.

- الرجوع للثكنات العسكرية:

فى عام 1976 عندما خرج طلبة الجامعات في
بنغازي وطرابلس احتجاجا على سياسيات مجلس قيادة الثورة بأتباع سياسة
التجنيد ألأجبارى وعدم قبول استقلالية الحرم الجامعي ورفض مجلس قيادة
الثورة بالرجوع بجيشه لثكناته العسكرية…… أختار القذافى سياسة المداهمة.

طبعا…. كان الرد الاعتقالات والحكم المؤبد
والإعدام على كثير من المتظاهرين… وهذا ما أكده الأستاذ/ نورى الماقنى الذي
ذهب ضحية هذه الأحداث حين ذاك.

ولكن الغريب يبدو شي مشابه يحدث هذه الأيام
حين تم الطلب من ثوارنا الرجوع إلى مدنهم بعد أن تحررت هذه المدينة أو
تلك….. لكن للأسف بطريقة خجولة وغير معلنة لم يتم الانصياع لهذا الطلب؟
فهذه بادرة سيئة وتحتاج من جميع الثوار داخل هذه المعادلة الوعي والتفهم
بعدم الاستمرار في عسكرة الأمور لأنها ليست في مصلحة أحد.

- سلاح في الشوارع أم أعمار ورخاء في كل مدن ليبيا:

هذا السؤال يطرح نفسه….. ويبدو الجميع يتفق
على نزع السلاح والتوجه نحو أعمار ليبيا وتوظيف جميع الجهود للتعامل مع
التحديات الاقتصادية الاجتماعية والسياسية. ولكن نكتشف ثم أزمة ثقة تلوح
بين أطراف المعادلة (الثوار والمجلس). ونصيحتي على الجميع الوعي والتفهم
أقصد (المجلس والثوار) والوصول لحلول ركائزها الوحدة الوطنية والعمل نحو
المرحلة القادمة… أي دعونا جميعا نعمل لتحقيق المرحلة الانتقالية بسلام حتى
ننتخب حكومتنا القادمة… وللتأكيد لحسب فهمي بمطالب الشعب الليبي الجوهرية
بعد مرحلة التحرير, فهي تختزل في النهضة والأعمار وتوفير فرص العمل لليبي
أولا! نعم لليبي أولا… وجعل المواطن الليبي غنى مالا وأنسانا مثله مثل
مواطن الأمارات بل مثل أي أغنى مواطن في العالم…. والسبب معروف ؟ عدا ذلك
فهو هرا.

- منصور رشيد الكيخيا و جلال الدغيلى:

رحم الله شهدائنا ورحم الله منصور رشيد
الكيخيا…حدثني منصور عام 1982 فى الولايات المتحدة عندما التقينا فى مؤتمر
المعارضة فى ولاية كولورادو عن حادثة بينة وبين القذافى عندما كان وزير
خارجية ليبيا عام 1972. حينما قام القذافى بطرده من لقاء كان بين القذافى
ووزير خارجية مصر بدون سبب. بينما اعتقد منصور إن من حقه وبصفته وزير
بالتواجد فى تلك اللقاء. ومن خلالها ابعد مباشرة للخارج وانشق منصور وأصبح
معارضا حتى تمت تصفيته.

لقد ارتكب الأخ جلال الدغيلى نفس الحماقة مع
السيد المحترم أحمد بانى والذي احترمه كثيرا…. واعتقد أن العقول القديمة
عليها أن ترتاح لأنها غير متناسقة مع ركب ثورة شباب ثورة 17 فبراير.

- كلنا ثوار:

كلنا ثوار ورسالتي للجميع: لا ومليون لا…
غير أن تكون ليبيا دولة القانون والدستور منزوعة السلاح تستثمر مواردها
وترتقي بشعبها تحترم حقوق الإنسان وألابتعاد عن المفهوم الفردي الطامع
بسرقة الثورة أمثال (……….)

نحن الثوار…. نحن ثوار 17 فبراير من اجل
الحرية وبناء الدولة المدنية بعيدة عن التطرف أينما كانت في ذهن الطامع و
مهما كانت مرجعيته؟ لا للتطرف…. لا للسلاح في الشوارع….. نعم لحرية الصحافة
نعم للمعركة في المنابر الحضارية.

محمود محمد المفتي