بشير إبراهيم
كتبت كثيرا عن إعلام ثورة 17 فبراير في المواقع الألكترونية
المتوفرة لليبيين المقيمون في الخارج ولكن يظهر أن أعضاء المجلس الانتقالي
لا يقرأون وليس ليهم من يتابع ما يكتب أو أنهم مهتمون بمشاكل جانبية
بالنسبة للصراع مع نظام القذافي، ولكن الطوفان لن يفلت منه أحد. وقد نشرت
جريدة التايمس اللندنية اليوم مقالا يحتوي على ما كتبته منذ أسابيع فقد
ذكرت التايمس ما معناه مع بعض التعديل والأضافة، أن إعلام القذافي يكرر
إتهماته الغوغائية لدول الناتو بالاعتداء الصليبي التي قد تلاقي الضحك في
أوربا ولكنها تخدم دعاية القذافي بين الليبيين.
وفي حرب الدعاية بين الثوار ونظام القذافي لكسب الرأي العالم
الليبي والعالمي لا يستطيع الانسان أن يتغاضى عن بشاعة رؤية تابوت لطفل
صغير يحمله الاقارب في موكب حزين. وهذا ما يفعله القذافي في إستعراض صور
الأطفال الذين قتلوا أو جرحوا في قصف طائرات الناتو كما يقول.
الوضع في ليبيا اليوم يختلف عن ما كان عليه في الأسابيع
الأولى للثورة حيث حظيت الثورة الليبية بموجة إعلامية عالمية ضخمة
وتابعتها الصحف ووسائل الاعلام المسموعة والمكتوبة والمنظورة في أمريكا
وأوربا في صفحاتها الأولى بالحروف الكبيرة والحمراء بنشرها أخبار وصور
كتائب القذافي وهي تطلق النار على المتظاهرين الليبيين العزل في بنغازي
والمدن الليبية الأخرى بما فيها طرابلس. وخوفا من أبادة سكان بنغازي من
طرف كتائب القذافي سارعت الجامعة العربية ودول الناتو بقيادة بريطانيا
وفرنسا الى دفع مجلس الأمن لأصدار قرار عاجل بأستخدام كل الوسائل العسكرية
الممكنة لحماية المدنيين. وشاهدت تلك الفترة روحا عالية بين الثوار وفي
فرنسا وبريطنيا ودول الناتو بينما ظهر نظام القذافي في صورة غير شرعية
ومحاصر دوليا وتوالت أخبار هروبه ونهاية حكمه.
لكن القذافي بذكائه الشرير عرف أن الغرب والثوار لا يصدقون
ما يقوله بأن كتائبه لا تقتل المدنيين أو عدم قبول عروضه لوقف إطلاق النار
أوعدم تصديق المظاهرات التي رتبها في مدينة طرابلس والمدن المحاصرة للهتاف
بالقذافي ورفع الأعلام الخضراء، فقرر أن يلعب دور الضحية مما قلب الطاولة
على الثوار. وبدأ إعلام القذافي نشر ما تقاسيه العائلات الليبية من قصف
الناتو والنقص في وسائل العلاج وقطع الكهرباء عن السكان ونقص الوقود ويضع
اللوم كله على الناتو والثوار.
ترجع خسارة الثوار للمعركة الأعلامية إلى إفتقادهم إلى رؤية
واحدة في المجلس الأنتقالي في بنغازي وإنشغالهم بمعالجة ملابسات الوفاة
الشنيعة للقائد العسكري الاول للثوار وما ترتب عليها من عزل بعض مسئولي
الثوار الهامين مما زاد من حالة الأرتباك بين قادة الثوار الذين لم يقدموا
إلا قليلا من الجهد في أضعاف ثقة الناس في حملة القذافي الأعلامية. ومع
إستمرار المعارك العسكرية لمدد طويلة بين النظام والثوار يصبح من الصعب
تبرير القصف الجوي للناتو ويسهل لنظام القذافي إستغلال ما ينشره عن تزايد
عدد الوفيات الناتجة عن قصف الناتو في إقناع الرأي العام العالمي
والمناداة بوقف القصف الجوي للناتو. وهذا الوضع المأساوي يقوي الأنطباع
لدى الراي العام الأوربي بأنه لا توجد أغلبية في ليبيا تنادي بأنهاء حكم
القذافي الذي إمتد لأكثر من 42 عاما كما يدعي الثوار ودليلهم على ذلك
المظاهرات التي تجري في ميادين المدن المحاصرة رغم التسليم بانها مرتبة
رسميا من النظام وعدم تحرك الجماهير في الدول الواقعة تحت سلطته. ودعوى
النظام بأن نهاية تحدي الثوار له قد تكون قريبة وإن هدف بريطانيا وحلفائها
كان مجرد إحتلال ليبيا وإستغلال النفط الليبي وليس حماية للمدنيين كما
يدعون..
وأمام هذا الوضع ليس أمام الثوار بديل سوى تدارك الأمر
والعمل على تغيير الرأي العام في ليبيا والعالم في صالح الثورة الليبية
كما كان عليه الحال عند قيامها. كما أنه على الناتو الاستمرار في التفاهم
مع الصين وروسيا إذا اريد للعملية العسكرية الاستمرار كما رسم لها حتى
انتهاء المهمة التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي. إن الحقائق لم تعد تلعب
دورا هاما في الدعاية الحربية التي أصبحت تركز على الرسالة التي يراد
أيصالها للراي العام وفي هذا المجال أصبح نظام القذافي في ليبيا هو الغالب.
مما تقدم أرى أن الوضع الأعلامي لثورة 17 فبراير يحتاج إلى
حقنة عاجلة وتنفيذ خطة فعالة للوقف في وجه دعاية نظام القذافي وإتباع
سياسة الضحية التي يتبعها القذافي والتي ناديت بها منذ شهور وذلك بعرض
درامي لقمع القذافي للمدنيين والقتل والتشريد وضحايا الالاف الاطفال
بالوصف والصورة وإستعراض الفظائع التي إرتكبها النظام خلال 42 عاما والقتل
والشنق وسجن بوسليم وما أرتكبها من أعمال فظيعة منذ 17 فبراير ومحاولة
نشرها في الأعلام العربي والغربي بالصورة والشرح وأظهار قتلى وجرحى الثوار
التي تبلغ الالاف وحالة عائلاتهم ومساعي مواساتهم وتدمير البيوت والمباني
العامة وحالة اللاجئين الليبيين في تونس ومصر وأوربا وأفريقبا وامريكا
وأسيا وأكثرهم يعيشون في مخيمات وتكرارنشر هذه الاحداث فالناس لا تعرف
تفاصيل الضحايا والتدمير كما لا تتذكر ما حدث الاسبوع الماضي فما بالك بعد
أشهر. والسعي لأقناع أنصاره من الزعماء الافربقيين ودول كتلة عدم الأنحياز
التي لا زالت لم تعرب عن رأيها أو الأعتراف بالمجلس الأنتقالي. ويجب أن
تتم هذه المساعي قبل إنعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في ستمبر المقبل
حيث من المحتمل أن يتار موضوع الأعتراف بالمجلس الأنتقالي وإقتراحات
مبادرات السلام. وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رغم انه غير ملزم إلأ
أنه أخر ملجأ للقذافي دوليا.
بشير إبراهيم -
كتبت كثيرا عن إعلام ثورة 17 فبراير في المواقع الألكترونية
المتوفرة لليبيين المقيمون في الخارج ولكن يظهر أن أعضاء المجلس الانتقالي
لا يقرأون وليس ليهم من يتابع ما يكتب أو أنهم مهتمون بمشاكل جانبية
بالنسبة للصراع مع نظام القذافي، ولكن الطوفان لن يفلت منه أحد. وقد نشرت
جريدة التايمس اللندنية اليوم مقالا يحتوي على ما كتبته منذ أسابيع فقد
ذكرت التايمس ما معناه مع بعض التعديل والأضافة، أن إعلام القذافي يكرر
إتهماته الغوغائية لدول الناتو بالاعتداء الصليبي التي قد تلاقي الضحك في
أوربا ولكنها تخدم دعاية القذافي بين الليبيين.
وفي حرب الدعاية بين الثوار ونظام القذافي لكسب الرأي العالم
الليبي والعالمي لا يستطيع الانسان أن يتغاضى عن بشاعة رؤية تابوت لطفل
صغير يحمله الاقارب في موكب حزين. وهذا ما يفعله القذافي في إستعراض صور
الأطفال الذين قتلوا أو جرحوا في قصف طائرات الناتو كما يقول.
الوضع في ليبيا اليوم يختلف عن ما كان عليه في الأسابيع
الأولى للثورة حيث حظيت الثورة الليبية بموجة إعلامية عالمية ضخمة
وتابعتها الصحف ووسائل الاعلام المسموعة والمكتوبة والمنظورة في أمريكا
وأوربا في صفحاتها الأولى بالحروف الكبيرة والحمراء بنشرها أخبار وصور
كتائب القذافي وهي تطلق النار على المتظاهرين الليبيين العزل في بنغازي
والمدن الليبية الأخرى بما فيها طرابلس. وخوفا من أبادة سكان بنغازي من
طرف كتائب القذافي سارعت الجامعة العربية ودول الناتو بقيادة بريطانيا
وفرنسا الى دفع مجلس الأمن لأصدار قرار عاجل بأستخدام كل الوسائل العسكرية
الممكنة لحماية المدنيين. وشاهدت تلك الفترة روحا عالية بين الثوار وفي
فرنسا وبريطنيا ودول الناتو بينما ظهر نظام القذافي في صورة غير شرعية
ومحاصر دوليا وتوالت أخبار هروبه ونهاية حكمه.
لكن القذافي بذكائه الشرير عرف أن الغرب والثوار لا يصدقون
ما يقوله بأن كتائبه لا تقتل المدنيين أو عدم قبول عروضه لوقف إطلاق النار
أوعدم تصديق المظاهرات التي رتبها في مدينة طرابلس والمدن المحاصرة للهتاف
بالقذافي ورفع الأعلام الخضراء، فقرر أن يلعب دور الضحية مما قلب الطاولة
على الثوار. وبدأ إعلام القذافي نشر ما تقاسيه العائلات الليبية من قصف
الناتو والنقص في وسائل العلاج وقطع الكهرباء عن السكان ونقص الوقود ويضع
اللوم كله على الناتو والثوار.
ترجع خسارة الثوار للمعركة الأعلامية إلى إفتقادهم إلى رؤية
واحدة في المجلس الأنتقالي في بنغازي وإنشغالهم بمعالجة ملابسات الوفاة
الشنيعة للقائد العسكري الاول للثوار وما ترتب عليها من عزل بعض مسئولي
الثوار الهامين مما زاد من حالة الأرتباك بين قادة الثوار الذين لم يقدموا
إلا قليلا من الجهد في أضعاف ثقة الناس في حملة القذافي الأعلامية. ومع
إستمرار المعارك العسكرية لمدد طويلة بين النظام والثوار يصبح من الصعب
تبرير القصف الجوي للناتو ويسهل لنظام القذافي إستغلال ما ينشره عن تزايد
عدد الوفيات الناتجة عن قصف الناتو في إقناع الرأي العام العالمي
والمناداة بوقف القصف الجوي للناتو. وهذا الوضع المأساوي يقوي الأنطباع
لدى الراي العام الأوربي بأنه لا توجد أغلبية في ليبيا تنادي بأنهاء حكم
القذافي الذي إمتد لأكثر من 42 عاما كما يدعي الثوار ودليلهم على ذلك
المظاهرات التي تجري في ميادين المدن المحاصرة رغم التسليم بانها مرتبة
رسميا من النظام وعدم تحرك الجماهير في الدول الواقعة تحت سلطته. ودعوى
النظام بأن نهاية تحدي الثوار له قد تكون قريبة وإن هدف بريطانيا وحلفائها
كان مجرد إحتلال ليبيا وإستغلال النفط الليبي وليس حماية للمدنيين كما
يدعون..
وأمام هذا الوضع ليس أمام الثوار بديل سوى تدارك الأمر
والعمل على تغيير الرأي العام في ليبيا والعالم في صالح الثورة الليبية
كما كان عليه الحال عند قيامها. كما أنه على الناتو الاستمرار في التفاهم
مع الصين وروسيا إذا اريد للعملية العسكرية الاستمرار كما رسم لها حتى
انتهاء المهمة التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي. إن الحقائق لم تعد تلعب
دورا هاما في الدعاية الحربية التي أصبحت تركز على الرسالة التي يراد
أيصالها للراي العام وفي هذا المجال أصبح نظام القذافي في ليبيا هو الغالب.
مما تقدم أرى أن الوضع الأعلامي لثورة 17 فبراير يحتاج إلى
حقنة عاجلة وتنفيذ خطة فعالة للوقف في وجه دعاية نظام القذافي وإتباع
سياسة الضحية التي يتبعها القذافي والتي ناديت بها منذ شهور وذلك بعرض
درامي لقمع القذافي للمدنيين والقتل والتشريد وضحايا الالاف الاطفال
بالوصف والصورة وإستعراض الفظائع التي إرتكبها النظام خلال 42 عاما والقتل
والشنق وسجن بوسليم وما أرتكبها من أعمال فظيعة منذ 17 فبراير ومحاولة
نشرها في الأعلام العربي والغربي بالصورة والشرح وأظهار قتلى وجرحى الثوار
التي تبلغ الالاف وحالة عائلاتهم ومساعي مواساتهم وتدمير البيوت والمباني
العامة وحالة اللاجئين الليبيين في تونس ومصر وأوربا وأفريقبا وامريكا
وأسيا وأكثرهم يعيشون في مخيمات وتكرارنشر هذه الاحداث فالناس لا تعرف
تفاصيل الضحايا والتدمير كما لا تتذكر ما حدث الاسبوع الماضي فما بالك بعد
أشهر. والسعي لأقناع أنصاره من الزعماء الافربقيين ودول كتلة عدم الأنحياز
التي لا زالت لم تعرب عن رأيها أو الأعتراف بالمجلس الأنتقالي. ويجب أن
تتم هذه المساعي قبل إنعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في ستمبر المقبل
حيث من المحتمل أن يتار موضوع الأعتراف بالمجلس الأنتقالي وإقتراحات
مبادرات السلام. وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رغم انه غير ملزم إلأ
أنه أخر ملجأ للقذافي دوليا.
بشير إبراهيم -
الإثنين مارس 10, 2014 2:33 am من طرف dexter ly
» اصحاب - قصيدة مؤثرة جداً على الأصحاب
الإثنين يوليو 22, 2013 4:39 am من طرف ابنك يابرقة
» بوعياد - هافي سفيرهم
الإثنين يوليو 22, 2013 4:38 am من طرف ابنك يابرقة
» نحن مسلاته
الإثنين يوليو 22, 2013 4:37 am من طرف ابنك يابرقة
» ليبيا 17 فبرياير
الإثنين يوليو 22, 2013 4:34 am من طرف ابنك يابرقة
» ما أيفيدكم تهديدي
الإثنين يوليو 22, 2013 4:32 am من طرف ابنك يابرقة
» رد الشاعر على كلمة (من انتم )
الإثنين يوليو 22, 2013 4:32 am من طرف ابنك يابرقة
» ما بي مرض غير فقدت احباب
الإثنين يوليو 22, 2013 4:31 am من طرف ابنك يابرقة
» قصيدة يا طرابلس قوليله
الإثنين يوليو 22, 2013 4:31 am من طرف ابنك يابرقة