صالح بن عبدالله السليمان
تمر الأيام، وفي كل يوم مئات الصور الحزينة ومئات الصور السعيدة،ولكن
بعض اللحظات يجب أن يتوقف التاريخ لكي يسجلها، لأنها لحظة من لحظات
الإنسانية.
وثورة الفرسان، ثورة 17 فبراير وجدت فيها “ورغم بعد المسافة وقلة
المعلومة”، الكثير من الصور الجميلة التي كان يجب أن تخلد. وليس كالكتابة
وسيلة لتخليد حدث، فالقدماء أسموا الكتابة “قيد”، أسموها قيداً لأنها تربط
اللحظة وتقيدها حتى لا تهرب من ذاكرة الزمن و حتى لا يمحوها تعاقب الأيام
والسنين وتضيع في غياهب النسيان.
أحدى هذه الصور ذات العمق الإنساني و لطالما رأيتها على الانترنت وكنت
أمر عليها مرور الكرام، فلم أكن أعلم مدى عمقها وكيف تربط ماضي تليد بحاضر
مجيد.
كلنا رأى أوائل الصور التي ظهرت عند انفجار الغضبة الشعبية على الكفر
والظلم والبغي الذي حاق بليبيا وبالليبيين، من تغييب وتجهيل وسوء استخدام
للموارد وتسلط وإرهاب وتقتيل على يد أسرة أزاحت ملكية شرعية دستورية لتنشئ
نظام مسخ لا هو بالجمهورية ولا هو بالملكية، ملك كل مقدرات ليبيا فرد واحد
وأسرته، ويا للسخرية فهم يدّعون أن لا مناصب لهم ولا عنوان في الدولة
الليبية التي مسخوا أسمها إلى جماهيرية، ربما ظنوا أنهم أكبر من المناصب
وأكبر من الأمة وأكبر من الدستور، وحتى أنهم ظنوا لبعض الوقت آلهة أو أنصاف
آلهة وأكبر من الدين نفسه فحرفوا فيه وغيروا.
نعود للصور التي التقطت في بداية الثورة وأظن أن كلنا شاهدنا هاتان
الصورتان:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
إلى وقت قريب كنت احسب أنها تمثل ثوارا ليبيون يرفعون علما ًللاستقلال
حديث الصنع، صنعوه ويرفعونه فقط لأنهم قرروا أن يحيوا علم الاستقلال مرة
أخرى، العلم الذي كنت أحسب أنه أندثر ولم يبق إلا في قلوب بعض الليبيين ممن
عاصروه، وعاصروا نشأة الأمة الليبية. كنت أعير انتباهي لما كتب أسفل
العلم، “وأعلم كم هو مهم”، فهو نفي لتقسيم ليبيا فلا شرقية ولا غربية، ولكن
لم أكن أعير العلم انتباهاً.
ولكن كم كنت مخطأ، كم كنت بعيدا عن الواقع، فالعلم يحمل رسالة عميقة
أعمق مما كنت أتصور ولم يكن حديث الصنع، ولم يحاول الثوار في بداية الثورة
إحياء علم الاستقلال، بل أكثر من ذلك وأعمق. أنه علم الاستقلال نفسه، انه
علم الاستقلال بذاته، انه علم الاستقلال الذي أنزل عن ساريته أخر
مرة عام 1969 عندما أراد معمر القذافي أن يبدأ أول خطواته في تدمير ما
بناه الليبيون. تدمير الدستور، وتفكيك البنية التحتية للمجتمع، وإزالة كل
القوى التي يمكن أن تنافسه على المجد الذي حاول بناءة لنفسه، ولنفسه فقط.
نسى انه ابن أمة موغلة بالحضارة، انه فرد من أمة. أراد أن يكون هو الأمة
وهو السيد والواحد الأحد الذي ليس مثله احد.
ولكن هيهات أن يسكت الفرسان أحفاد الفرسان، هيهات أن ينسوا علم
الاستقلال، وهو العلم الذي أختاره آبائهم وأجدادهم بأنفسهم ولم يفرض عليهم
من قوة خارجية أو من متسلط داخلي.
إن العلم الذي يظهر في هذه الصور، والذي رفع في اليوم الثاني للثورة يوم
18 فبراير هو علم الاستقلال الحقيقي! نعم علم الاستقلال الأصلي، هذا العلم
عمره أكثر من 50 عاماً. وهو نفس العلم الذي كان مرفوعاً على مقر الملك
السنوسي رحمه الله في بنغازي “قصر المنار”، كان محفوظا في مبنى الأمن
الداخلي، أعاد أحرار ليبيا رفعه على مبنى الأمن الداخلي بعد أن حرر من
مغتصبيه، وعاد خفاقا كما كان ولسان الحال يقول “قل جاء الحق وزهق الباطل إن
الباطل كان زهوقاً”.
لم يكن علم صنعوه بل علم حفظوه حقيقة وليس في قلوبهم فقط، حفظوه كأنهم
يعلمون انه سيعود خفاقاً طال الزمان أم قصر. هذا العلم هو احد الأعلام
الرئيسية التي رفعت في عهد الاستقلال، و لكأن الليبيون يقولون ها نحن نستقل
من جديد، حصلنا على استقلالنا أول مرة من استعمار إيطالي بسواعدنا
وبدمائنا وبقرار من الأمم المتحدة، وها نحن نستقل مرة أخرى وبسواعدنا
وبدمائنا وبقرار من الأمم المتحدة أيضا ونعيد رفع العلم ذاته.
إيه يا ثورة الفرسان، والله إني لأجد انك حقا ثورة فرسان لم يناموا على
ظلم ولم يستكينوا، وبقيت جذوة الثورة تحت الرماد حتى إذا طفح الكيل وفار
التنور أتى الطوفان فأزاح الكفر والظلم.
حييت من ثورة وحي الله رجالك ورحم شهدائك
تمر الأيام، وفي كل يوم مئات الصور الحزينة ومئات الصور السعيدة،ولكن
بعض اللحظات يجب أن يتوقف التاريخ لكي يسجلها، لأنها لحظة من لحظات
الإنسانية.
وثورة الفرسان، ثورة 17 فبراير وجدت فيها “ورغم بعد المسافة وقلة
المعلومة”، الكثير من الصور الجميلة التي كان يجب أن تخلد. وليس كالكتابة
وسيلة لتخليد حدث، فالقدماء أسموا الكتابة “قيد”، أسموها قيداً لأنها تربط
اللحظة وتقيدها حتى لا تهرب من ذاكرة الزمن و حتى لا يمحوها تعاقب الأيام
والسنين وتضيع في غياهب النسيان.
أحدى هذه الصور ذات العمق الإنساني و لطالما رأيتها على الانترنت وكنت
أمر عليها مرور الكرام، فلم أكن أعلم مدى عمقها وكيف تربط ماضي تليد بحاضر
مجيد.
كلنا رأى أوائل الصور التي ظهرت عند انفجار الغضبة الشعبية على الكفر
والظلم والبغي الذي حاق بليبيا وبالليبيين، من تغييب وتجهيل وسوء استخدام
للموارد وتسلط وإرهاب وتقتيل على يد أسرة أزاحت ملكية شرعية دستورية لتنشئ
نظام مسخ لا هو بالجمهورية ولا هو بالملكية، ملك كل مقدرات ليبيا فرد واحد
وأسرته، ويا للسخرية فهم يدّعون أن لا مناصب لهم ولا عنوان في الدولة
الليبية التي مسخوا أسمها إلى جماهيرية، ربما ظنوا أنهم أكبر من المناصب
وأكبر من الأمة وأكبر من الدستور، وحتى أنهم ظنوا لبعض الوقت آلهة أو أنصاف
آلهة وأكبر من الدين نفسه فحرفوا فيه وغيروا.
نعود للصور التي التقطت في بداية الثورة وأظن أن كلنا شاهدنا هاتان
الصورتان:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
إلى وقت قريب كنت احسب أنها تمثل ثوارا ليبيون يرفعون علما ًللاستقلال
حديث الصنع، صنعوه ويرفعونه فقط لأنهم قرروا أن يحيوا علم الاستقلال مرة
أخرى، العلم الذي كنت أحسب أنه أندثر ولم يبق إلا في قلوب بعض الليبيين ممن
عاصروه، وعاصروا نشأة الأمة الليبية. كنت أعير انتباهي لما كتب أسفل
العلم، “وأعلم كم هو مهم”، فهو نفي لتقسيم ليبيا فلا شرقية ولا غربية، ولكن
لم أكن أعير العلم انتباهاً.
ولكن كم كنت مخطأ، كم كنت بعيدا عن الواقع، فالعلم يحمل رسالة عميقة
أعمق مما كنت أتصور ولم يكن حديث الصنع، ولم يحاول الثوار في بداية الثورة
إحياء علم الاستقلال، بل أكثر من ذلك وأعمق. أنه علم الاستقلال نفسه، انه
علم الاستقلال بذاته، انه علم الاستقلال الذي أنزل عن ساريته أخر
مرة عام 1969 عندما أراد معمر القذافي أن يبدأ أول خطواته في تدمير ما
بناه الليبيون. تدمير الدستور، وتفكيك البنية التحتية للمجتمع، وإزالة كل
القوى التي يمكن أن تنافسه على المجد الذي حاول بناءة لنفسه، ولنفسه فقط.
نسى انه ابن أمة موغلة بالحضارة، انه فرد من أمة. أراد أن يكون هو الأمة
وهو السيد والواحد الأحد الذي ليس مثله احد.
ولكن هيهات أن يسكت الفرسان أحفاد الفرسان، هيهات أن ينسوا علم
الاستقلال، وهو العلم الذي أختاره آبائهم وأجدادهم بأنفسهم ولم يفرض عليهم
من قوة خارجية أو من متسلط داخلي.
إن العلم الذي يظهر في هذه الصور، والذي رفع في اليوم الثاني للثورة يوم
18 فبراير هو علم الاستقلال الحقيقي! نعم علم الاستقلال الأصلي، هذا العلم
عمره أكثر من 50 عاماً. وهو نفس العلم الذي كان مرفوعاً على مقر الملك
السنوسي رحمه الله في بنغازي “قصر المنار”، كان محفوظا في مبنى الأمن
الداخلي، أعاد أحرار ليبيا رفعه على مبنى الأمن الداخلي بعد أن حرر من
مغتصبيه، وعاد خفاقا كما كان ولسان الحال يقول “قل جاء الحق وزهق الباطل إن
الباطل كان زهوقاً”.
لم يكن علم صنعوه بل علم حفظوه حقيقة وليس في قلوبهم فقط، حفظوه كأنهم
يعلمون انه سيعود خفاقاً طال الزمان أم قصر. هذا العلم هو احد الأعلام
الرئيسية التي رفعت في عهد الاستقلال، و لكأن الليبيون يقولون ها نحن نستقل
من جديد، حصلنا على استقلالنا أول مرة من استعمار إيطالي بسواعدنا
وبدمائنا وبقرار من الأمم المتحدة، وها نحن نستقل مرة أخرى وبسواعدنا
وبدمائنا وبقرار من الأمم المتحدة أيضا ونعيد رفع العلم ذاته.
إيه يا ثورة الفرسان، والله إني لأجد انك حقا ثورة فرسان لم يناموا على
ظلم ولم يستكينوا، وبقيت جذوة الثورة تحت الرماد حتى إذا طفح الكيل وفار
التنور أتى الطوفان فأزاح الكفر والظلم.
حييت من ثورة وحي الله رجالك ورحم شهدائك
الإثنين مارس 10, 2014 2:33 am من طرف dexter ly
» اصحاب - قصيدة مؤثرة جداً على الأصحاب
الإثنين يوليو 22, 2013 4:39 am من طرف ابنك يابرقة
» بوعياد - هافي سفيرهم
الإثنين يوليو 22, 2013 4:38 am من طرف ابنك يابرقة
» نحن مسلاته
الإثنين يوليو 22, 2013 4:37 am من طرف ابنك يابرقة
» ليبيا 17 فبرياير
الإثنين يوليو 22, 2013 4:34 am من طرف ابنك يابرقة
» ما أيفيدكم تهديدي
الإثنين يوليو 22, 2013 4:32 am من طرف ابنك يابرقة
» رد الشاعر على كلمة (من انتم )
الإثنين يوليو 22, 2013 4:32 am من طرف ابنك يابرقة
» ما بي مرض غير فقدت احباب
الإثنين يوليو 22, 2013 4:31 am من طرف ابنك يابرقة
» قصيدة يا طرابلس قوليله
الإثنين يوليو 22, 2013 4:31 am من طرف ابنك يابرقة