د.علي أوحيدة
يجري التشكيك في جوانب عدة تطال الثورة الليبية الأسطورة والتي حطمت
إحدى اكبر قلاع الظلم والاستبداد في عالمنا المعاصر وجاءت لتقنع الجميع ان
الربيع العربي هو حقيقة واقعة وليس من نسج الخيال.
التشكيك والتضليل الإعلامي المتنامي لأغراض عدة، حول صلابة صفوف الثورة
وتماسكها وحول قدرة أبناء ليبيا على الحفاظ على دعائم الوحدة الوطنية
وحول مستقبل البناء الديمقراطي في ليبيا،، تغذيه داخليا وخارجيا نفس
الأطراف ولا تقابله خطة إعلامية رصينة وعلمية من شانها تعرية خصوم
الثورة وفضح أبواق النظام المخلوع ورفع الستار عن أوساط اللوبي وقى
الضغط المرتشية الي لا تزال تدور في فلك الطاغية الهارب.
لفد فاجأت ثورة 17 فبراير ولا تزال تفاجئ في صيرورتها وتفاصيل سيرها
المجيد مجمل من الذين وضعوا أنفسهم في مكانة الحكم على إرادة الشعوب.
لا تخلو الصحف ووسائل الإعلام الغربية والعربية وليست بالضرورة مأجورة
او متعاطفة مع النظام السابق الشاذ من تشكيك يومي في قدرة فعاليات ثورة
17 فبراير وحركاها على تجاز تناقضاتهم الداخلية و قدرتهم على إدارة بلد
بحجم ومكانة ليبيا.
على الصعيد الداخلي يجب الإسراع ودون تأخير في توجيه رسالة طمأنة مقنعة
ونزيهة للشعب الليبي سجين اثنين واربعين عاما من القهر و التأكيد على
الأهداف والمبادئ التي استشهد من اجلها اعز وأثمن أبناء هذا البلاد
الأبي بمختلف أطيافه ومكوناته .
ان الخيارات التي استشهد من اجلها الثوار الأبرار لا يمكن السماح لأي
طرف ومهما كانت طبيعة ما قام به على الأرض ان يحيد عنها وهي خيارات إعلاء
حرية المواطن الليبي بشكل فعلي وعملي ومؤسساتي وفي اطر دولة القانون
والمساواة للجميع..
انه الواجب الوطني الأول والرئيس الذي يجب التمسك به هو ان ثورة 17
فبراير نقلت الشعب الليبي من خانة الشعب المهان الى خانة الشعب الأبي،،
وهي ثورة غير منحازة لحزب او تنظيم او تيار او فئة او قبيلة او عقيدة
أيدلوجية، ولكنها منحازة للهدف الأول الذي رفعه الثوار وقدموا دمائهم
وأرواحهم الغالية من اجله،، أي إعادة بناء ليبيا الحديثة وليبيا المستقبل
وليبيا النموذج…
الإعلام الليبي الجديد يجب ان يتحرك بشكل سريع وعاجل ودون تأخير لإعادة هيكلة المؤسسة الإعلامية وبمبادرات محددة وأهمها:
-بناء الشبكة الإعلامية المتكاملة في خدمة المواطن من اتجاهين وهما
تامين التغطية الإعلامية الموضوعية وذات المصداقية(إعلام خدمات) من جهة
وتمكين فئات الشعب من التعبير الديمقراطي السليم في مناخ صحي من جهة
أخرى(إعلام الرأي )…
-ربط حرية الرأي والتعبير بشكل عضوي ببناء الدولة الديمقراطية ودولة
القانون ليكون الإعلام مجرد جزء من عملية البناء الديمقراطي الشامل ومكملا
له وليس أداة في خدمة طرف معين.
- الثقة التامة في قدرة المواطن على وعي سير الماكينة الإعلامية التي
ليست بحاجة إلى خبراء ومنظرين بقدر ما هي بحاجة إلى من هم على دراية فعلية
بهموم المواطن وتطلعت البلاد وشؤون عامة الناس وهنا يكمن سر الإعلام
الناجح
-إرساء مناخ من الثقة النفسية لدى كافة شرائح المجتمع والتأكيد على
ان الصفحات المظلمة والشقية للنظام المخلوع يجب ان تمثل درسا للأجيال
الليبية المقبلة
وعلى الصعيد الخارجي فان الإعلام الليبي الجديد ليس بحاجة الى بيع
والترويج لنظام رسمي ولكن مهمته يجب ان تؤمن توازنا في التحرك السريع في
هذه الفترة بالذات لنقل الصورة الحقيقية لواقع ليبيا الجديدة و التركيز
على الحقائق على الأرض،، أي ماذا يعني لشعب ما التخلص من كابوس استمر
لزهاء نصف قرن من الزمان وأذاق الأمرين للأرض وللعباد.
يتمتع النظام المخلوع بسلسلة من قنوات الاتصال وشبكات الدعاية التي
استثرت على حساب قوت الشعب الليبي المكبل والمغلوب على أمره .أي الناس
المستضعفين بالدرجة الأولى التي نهبت أمالاهم قبل أن تنهب أموالهم ..
و لكن سيكون من إضاعة الوقت وهدر الأموال تتبع وملاحقة مرتوقة القلم وباعة الضمير..
الأمر العاجل هو بناء آلية إعلامية رصينة موجهة للخارج والتحرك
الفعلي والاني في العواصم ذات الثقل ومخاطبة الرأي العام وأصحاب القرار
بلغة المنطق والعقل و التنصل نهائيا من أسلوب الترويج الرخيص للأنظمة
المفلسة.
الأمر المحبذ ان يتم البدا في التحرك الإعلامي الفعلي لدى الركائز في
المقام المتقدم على الأقل وأهمها وضع خلية تحرك في واشنطن لها صلاحية
التواصل مع الإعلاميين والمسئولين وخلية تحرك في نيوروك مقر الأمم المتحدة
لتولي نقل موقف الثورة ومجلسها وخلية تحرك في بروكسل حيث يوجد ألف صحفي
يعلمون في مقر مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو ويبدون يوميا رغبة
جامحة في الحصول على المعلومة الصحيحة من مصدرها الموثوق.
كما ان التحرك تجاه الأطراف العربية والإسلامية يبدو ملحا وضروريا.
ان كسب معركة الإعلام هو امتداد للنصر العسكري والسياسي وهو أيضا
إبلاغ الشركاء والخصوم، ان حقبة استثراء الإعلاميين الأجانب على حساب قوت
الشعب التي انتهت وولت الى غير رجعة وان ثورة 17 فبراير التي تطل
تداعياتها بحق” الربيع العربي” هي مادة للدراسة وليست مادة للبيع
والمضاربات(…).
ان ليبيا الجديدة لا تريد تصفية حسابات بل الدخول لمرحلة بناء جدية لصالح أبنائها …ليس إلا!
د.علي أوحيدة - إعلامي ليبي مقيم في بروكسل
يجري التشكيك في جوانب عدة تطال الثورة الليبية الأسطورة والتي حطمت
إحدى اكبر قلاع الظلم والاستبداد في عالمنا المعاصر وجاءت لتقنع الجميع ان
الربيع العربي هو حقيقة واقعة وليس من نسج الخيال.
التشكيك والتضليل الإعلامي المتنامي لأغراض عدة، حول صلابة صفوف الثورة
وتماسكها وحول قدرة أبناء ليبيا على الحفاظ على دعائم الوحدة الوطنية
وحول مستقبل البناء الديمقراطي في ليبيا،، تغذيه داخليا وخارجيا نفس
الأطراف ولا تقابله خطة إعلامية رصينة وعلمية من شانها تعرية خصوم
الثورة وفضح أبواق النظام المخلوع ورفع الستار عن أوساط اللوبي وقى
الضغط المرتشية الي لا تزال تدور في فلك الطاغية الهارب.
لفد فاجأت ثورة 17 فبراير ولا تزال تفاجئ في صيرورتها وتفاصيل سيرها
المجيد مجمل من الذين وضعوا أنفسهم في مكانة الحكم على إرادة الشعوب.
لا تخلو الصحف ووسائل الإعلام الغربية والعربية وليست بالضرورة مأجورة
او متعاطفة مع النظام السابق الشاذ من تشكيك يومي في قدرة فعاليات ثورة
17 فبراير وحركاها على تجاز تناقضاتهم الداخلية و قدرتهم على إدارة بلد
بحجم ومكانة ليبيا.
على الصعيد الداخلي يجب الإسراع ودون تأخير في توجيه رسالة طمأنة مقنعة
ونزيهة للشعب الليبي سجين اثنين واربعين عاما من القهر و التأكيد على
الأهداف والمبادئ التي استشهد من اجلها اعز وأثمن أبناء هذا البلاد
الأبي بمختلف أطيافه ومكوناته .
ان الخيارات التي استشهد من اجلها الثوار الأبرار لا يمكن السماح لأي
طرف ومهما كانت طبيعة ما قام به على الأرض ان يحيد عنها وهي خيارات إعلاء
حرية المواطن الليبي بشكل فعلي وعملي ومؤسساتي وفي اطر دولة القانون
والمساواة للجميع..
انه الواجب الوطني الأول والرئيس الذي يجب التمسك به هو ان ثورة 17
فبراير نقلت الشعب الليبي من خانة الشعب المهان الى خانة الشعب الأبي،،
وهي ثورة غير منحازة لحزب او تنظيم او تيار او فئة او قبيلة او عقيدة
أيدلوجية، ولكنها منحازة للهدف الأول الذي رفعه الثوار وقدموا دمائهم
وأرواحهم الغالية من اجله،، أي إعادة بناء ليبيا الحديثة وليبيا المستقبل
وليبيا النموذج…
الإعلام الليبي الجديد يجب ان يتحرك بشكل سريع وعاجل ودون تأخير لإعادة هيكلة المؤسسة الإعلامية وبمبادرات محددة وأهمها:
-بناء الشبكة الإعلامية المتكاملة في خدمة المواطن من اتجاهين وهما
تامين التغطية الإعلامية الموضوعية وذات المصداقية(إعلام خدمات) من جهة
وتمكين فئات الشعب من التعبير الديمقراطي السليم في مناخ صحي من جهة
أخرى(إعلام الرأي )…
-ربط حرية الرأي والتعبير بشكل عضوي ببناء الدولة الديمقراطية ودولة
القانون ليكون الإعلام مجرد جزء من عملية البناء الديمقراطي الشامل ومكملا
له وليس أداة في خدمة طرف معين.
- الثقة التامة في قدرة المواطن على وعي سير الماكينة الإعلامية التي
ليست بحاجة إلى خبراء ومنظرين بقدر ما هي بحاجة إلى من هم على دراية فعلية
بهموم المواطن وتطلعت البلاد وشؤون عامة الناس وهنا يكمن سر الإعلام
الناجح
-إرساء مناخ من الثقة النفسية لدى كافة شرائح المجتمع والتأكيد على
ان الصفحات المظلمة والشقية للنظام المخلوع يجب ان تمثل درسا للأجيال
الليبية المقبلة
وعلى الصعيد الخارجي فان الإعلام الليبي الجديد ليس بحاجة الى بيع
والترويج لنظام رسمي ولكن مهمته يجب ان تؤمن توازنا في التحرك السريع في
هذه الفترة بالذات لنقل الصورة الحقيقية لواقع ليبيا الجديدة و التركيز
على الحقائق على الأرض،، أي ماذا يعني لشعب ما التخلص من كابوس استمر
لزهاء نصف قرن من الزمان وأذاق الأمرين للأرض وللعباد.
يتمتع النظام المخلوع بسلسلة من قنوات الاتصال وشبكات الدعاية التي
استثرت على حساب قوت الشعب الليبي المكبل والمغلوب على أمره .أي الناس
المستضعفين بالدرجة الأولى التي نهبت أمالاهم قبل أن تنهب أموالهم ..
و لكن سيكون من إضاعة الوقت وهدر الأموال تتبع وملاحقة مرتوقة القلم وباعة الضمير..
الأمر العاجل هو بناء آلية إعلامية رصينة موجهة للخارج والتحرك
الفعلي والاني في العواصم ذات الثقل ومخاطبة الرأي العام وأصحاب القرار
بلغة المنطق والعقل و التنصل نهائيا من أسلوب الترويج الرخيص للأنظمة
المفلسة.
الأمر المحبذ ان يتم البدا في التحرك الإعلامي الفعلي لدى الركائز في
المقام المتقدم على الأقل وأهمها وضع خلية تحرك في واشنطن لها صلاحية
التواصل مع الإعلاميين والمسئولين وخلية تحرك في نيوروك مقر الأمم المتحدة
لتولي نقل موقف الثورة ومجلسها وخلية تحرك في بروكسل حيث يوجد ألف صحفي
يعلمون في مقر مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو ويبدون يوميا رغبة
جامحة في الحصول على المعلومة الصحيحة من مصدرها الموثوق.
كما ان التحرك تجاه الأطراف العربية والإسلامية يبدو ملحا وضروريا.
ان كسب معركة الإعلام هو امتداد للنصر العسكري والسياسي وهو أيضا
إبلاغ الشركاء والخصوم، ان حقبة استثراء الإعلاميين الأجانب على حساب قوت
الشعب التي انتهت وولت الى غير رجعة وان ثورة 17 فبراير التي تطل
تداعياتها بحق” الربيع العربي” هي مادة للدراسة وليست مادة للبيع
والمضاربات(…).
ان ليبيا الجديدة لا تريد تصفية حسابات بل الدخول لمرحلة بناء جدية لصالح أبنائها …ليس إلا!
د.علي أوحيدة - إعلامي ليبي مقيم في بروكسل
الإثنين مارس 10, 2014 2:33 am من طرف dexter ly
» اصحاب - قصيدة مؤثرة جداً على الأصحاب
الإثنين يوليو 22, 2013 4:39 am من طرف ابنك يابرقة
» بوعياد - هافي سفيرهم
الإثنين يوليو 22, 2013 4:38 am من طرف ابنك يابرقة
» نحن مسلاته
الإثنين يوليو 22, 2013 4:37 am من طرف ابنك يابرقة
» ليبيا 17 فبرياير
الإثنين يوليو 22, 2013 4:34 am من طرف ابنك يابرقة
» ما أيفيدكم تهديدي
الإثنين يوليو 22, 2013 4:32 am من طرف ابنك يابرقة
» رد الشاعر على كلمة (من انتم )
الإثنين يوليو 22, 2013 4:32 am من طرف ابنك يابرقة
» ما بي مرض غير فقدت احباب
الإثنين يوليو 22, 2013 4:31 am من طرف ابنك يابرقة
» قصيدة يا طرابلس قوليله
الإثنين يوليو 22, 2013 4:31 am من طرف ابنك يابرقة