قلم: صالح بن عبدالله السليمان
كل مطلع على الشأن الليبي يلاحظ هذه الأيام هاجس كبير يؤرق الكثيرون،
تجدهم يجادلون أخوانهم فيه، ويضعونه نصب أعينهم ومن أولوياتهم، بل أكاد
اجزم بحكم اطلاعي انه يكاد يكون الهاجس الأول لدى الكثيرو،. وعند آخرون
يكون الهاجس الثاني في المرتبة.
وأقول لإخواني إن خير طريقة لرؤية الأمور على حقيقتها هو أن لا تكون
منغمس بها، وهذه مزية ادّعي إني املكها، فانا أحب دولة اسمها ليبيا، أحب
أهلها وناسها، عاصرت ثورتها يوم بيوم ودقيقة بدقيقة وثانية بثانية، عشت
معركتها، وتحدثت مع ثوارها، كنت بعض الأحيان لسان بعضهم، وأحيان أخرى كنت
اكتفي بالتحليل، لا مطمع لي في ليبيا سوى أن تكون قاطرة لبقية الدول
العربية إلى محطة الحرية والكرامة لكل عربي.
كانت أولوياتي دائما واضحة وهي الدفاع عن الثورة أولا، وثانيا وثالثا،
ولم أكن أدافع عن الثوار أو قادتهم، ودائما ما نقول أن أفضل علاج للمشاكل
هو معرفة جذورها، فعند معرفة الجذور تحل المشاكل.
الكثير من أخواني وأحبائي الليبيون يخافون من تهميش مناطقهم، فأهل
طرابلس يخافون أن تهمش مدينتهم، وبنغازي يخافون أن تنسى مدينتهم، وكذلك
مصراته والزنتان وغيرهم.
تجد البعض يتضايق عندما تمدح مدينة ما، أو توصف بوصف جميل، يرغب أن يرى
اسم مدينته أن لم يكن أولاً فليكن ثانياً، ولكن عدم ذكر اسم مدينته في موضع
ما يصيبه بالإحباط والغضب، ويظن أن هذا تجاهل وتهميش.
لا أود أن ادخل في تفاصيل، فالتفاصيل كثيرة، وقد تجرنا التفاصيل إلى تفاصيل أدق ثم أدق ويضيع لب الموضوع.
وارى أن هذا الخوف من التهميش مبرر، وهو خوف أصيل نمى خلال العقود
الأربعة الماضية، فلقد همشت ليبيا بكاملها أمام القذافي وأبناءه، ثم همشت
مدن كثيرة أمام مدن أخرى، ومناطق أمام مناطق وقبائل أمام قبائل.
لقد كانت سياسة معمر هي تهميش البعض أمام البعض، لتحقيق مبدأ فرق تسد.
ونجح من خلال هذه السياسة في إبقاء سيطرته على ليبيا، وعبر السنين تركز هذا
الهاجس ” هاجس التهميش” في العقل الليبي.
وعندما قامت الثورة المباركة، وشعر كل فرد في الأمة بالحرية، وجزء من
هذه الحرية أصبح يرفض التهميش ويحاربه، قد يكون هذا الرفض اخذ شكلاً قد
يظنه البعض ليس جيداً وغير مناسباً، ولكني أرى أن رفض التهميش جيدا، لا وقد
أقول عنه واجباً، فكل إنسان يجب أن يرفض أن يهمش، وكل مدينة يجب أن تقاوم
تهميشها، فهذا حق لكل إنسان ولكل مدينة.
ولكن أسلوب وطريقة يجب أن يربط بقواعد وأصول، لأن الرفض من أعراض
المشكلة وليس هو المشكلة، فمثلا يجب أن لا يفهم أبدا إنني عندما امتدح
بنغازي، فانا ابخس مصراته أو الزنتان حقهم، وعندما امتدح الزنتان فلا يعني
أنني ابخس المرج حقه، فليبيا هي كل هذا، ويجب أن نفهم أنها أجزاء الحبيبة
ليبيا، فقد أتكلم اليوم عن جمال وعظمة منطقة ما وغدا غيرها وهكذا، فليبيا
كلها جميلة وليبيا كلها تستحق كل تقدير واحترام.
كما أني لا احترم أي شخص يكتب ممجدا في مدينته ومحقرا في مدن أخرى، فهذا
لا ينتمي لليبيا، فمن أحب ليبيا، أحبها كلها، بكل مدنها وأحيائها وأزقتها،
بكل أهلها من كل لون وشكل، لا يجوز أن تحب يد وتكره اليد الثانية أو تمدح
عين وتشتم العين الأخرى، فكأنك حين تفعلها تشتم الشخص وان مدحت جزء منه.
ومن يحب مدينته ويشتم أخرى، سوف يفعلها مع مدينته أيضا فيحب حياً معيناً
ويشتم أحياء أخرى.
وخلاصة القول لهؤلاء، ليبيا وحدة واحدة، إما أن تحبها كلها أو لا، أنا لا أتكلم في المفاضلة في الحب، ولكنا ليست مفاضلة بين حب وكره.
يتكلم البعض أيضا عن تعيين المسئولين في المرحلة الانتقالية، فهذا من
هذه مدينة وذاك من تلك المدينة، ويتساءل البعض لماذا لم يكن هنالك تنوع في
الاختيار بين المدن.
أقول إن لهذا السؤال وجاهته ومنطقه، ولكن أخشى ما أخشاه أن ينشأ عرف
سياسي مبني على الموقع وليس على الكفاءة، فبروز هذا السؤال الآن ما هو إلا
الخوف الباطن المتجذر من عشرات السنين والعديد من العقود.
يبرز هذا الخوف لأن التحليل الوحيد الموجود هو ” هذا الشخص من أي مدينة
أو من أي قبيلة ” وكم كنت أود أن يكون السؤال “هذا الشخص هل هو كفؤ للمنصب
أم لا ” وان يكون مبدأ الشخص المناسب في الموضع المناسب.
لا أقول لا تنتقدوا، ولا تبحثوا خلفيات كل يمسك مسؤولية منصب رسمي، فهو
عرف عالمي مطبق في معظم الديمقراطيات، يجب أن يمحص ويحقق في ماضية المالي
والأخلاقي والعملي والوظيفي، ولكن لا يجوز أن نبحث عن مدينته أو قبيلته.
لا أتكلم عن المرحلة الانتقالية، فهذه مرحلة ستنقضي وتنتهي خلال أشهر
معدودات، فكل من يمسك فيها منصباً، اعلم يقيناً انه سيحاول جاهدا لخدمة
ليبيا، إن لم يكن من اجل ليبيا نفسها فهو من اجل نفسه، ومن يفشل فخسارته
كبيرة، فسيفقد مستقبله السياسي.
لنستفد من هامش الحرية لدينا بالنقد، وتبيان الحقائق، ولكن ليس بتكريس المناطقية أو القبلية.
عاشت ليبيا كلها، طرابلس وبنغازي ودرنة وطبرق والمرج وأجدابيا ومصراته والزنتان والزاوية وجبل نفوسه.
ومن المؤكد أنه سيقال لي لماذا لم تذكر مدينتي؟ ويذكرني بقول احدهم،
لماذا لم يذكر التفاح والبرتقال والفراولة في القران الكريم؟ وأقول لهم لا
ذكر الموز في القرآن الكريم زاد من حلاوته، ولا عدم ذكر التفاح والفراولة
نقص من حلاوتهما، وهو قرآن رب العالمين.
فكلكم في قلوبنا ونتمنى أن نرى ليبيا دولة متقدمة مزدهرة يحترم فيها
الإنسان لا لمدينته ولا لقبيلة ولا لقربه من حاكم، بل يحترم لعملة
وإنسانيته.
ليبيا التي ستبني إن شاء المولى على مبدأ “الرجل المناسب في الموضع المناسب” وليس “الرجل من المدينة المناسبة”.
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
كل مطلع على الشأن الليبي يلاحظ هذه الأيام هاجس كبير يؤرق الكثيرون،
تجدهم يجادلون أخوانهم فيه، ويضعونه نصب أعينهم ومن أولوياتهم، بل أكاد
اجزم بحكم اطلاعي انه يكاد يكون الهاجس الأول لدى الكثيرو،. وعند آخرون
يكون الهاجس الثاني في المرتبة.
وأقول لإخواني إن خير طريقة لرؤية الأمور على حقيقتها هو أن لا تكون
منغمس بها، وهذه مزية ادّعي إني املكها، فانا أحب دولة اسمها ليبيا، أحب
أهلها وناسها، عاصرت ثورتها يوم بيوم ودقيقة بدقيقة وثانية بثانية، عشت
معركتها، وتحدثت مع ثوارها، كنت بعض الأحيان لسان بعضهم، وأحيان أخرى كنت
اكتفي بالتحليل، لا مطمع لي في ليبيا سوى أن تكون قاطرة لبقية الدول
العربية إلى محطة الحرية والكرامة لكل عربي.
كانت أولوياتي دائما واضحة وهي الدفاع عن الثورة أولا، وثانيا وثالثا،
ولم أكن أدافع عن الثوار أو قادتهم، ودائما ما نقول أن أفضل علاج للمشاكل
هو معرفة جذورها، فعند معرفة الجذور تحل المشاكل.
الكثير من أخواني وأحبائي الليبيون يخافون من تهميش مناطقهم، فأهل
طرابلس يخافون أن تهمش مدينتهم، وبنغازي يخافون أن تنسى مدينتهم، وكذلك
مصراته والزنتان وغيرهم.
تجد البعض يتضايق عندما تمدح مدينة ما، أو توصف بوصف جميل، يرغب أن يرى
اسم مدينته أن لم يكن أولاً فليكن ثانياً، ولكن عدم ذكر اسم مدينته في موضع
ما يصيبه بالإحباط والغضب، ويظن أن هذا تجاهل وتهميش.
لا أود أن ادخل في تفاصيل، فالتفاصيل كثيرة، وقد تجرنا التفاصيل إلى تفاصيل أدق ثم أدق ويضيع لب الموضوع.
وارى أن هذا الخوف من التهميش مبرر، وهو خوف أصيل نمى خلال العقود
الأربعة الماضية، فلقد همشت ليبيا بكاملها أمام القذافي وأبناءه، ثم همشت
مدن كثيرة أمام مدن أخرى، ومناطق أمام مناطق وقبائل أمام قبائل.
لقد كانت سياسة معمر هي تهميش البعض أمام البعض، لتحقيق مبدأ فرق تسد.
ونجح من خلال هذه السياسة في إبقاء سيطرته على ليبيا، وعبر السنين تركز هذا
الهاجس ” هاجس التهميش” في العقل الليبي.
وعندما قامت الثورة المباركة، وشعر كل فرد في الأمة بالحرية، وجزء من
هذه الحرية أصبح يرفض التهميش ويحاربه، قد يكون هذا الرفض اخذ شكلاً قد
يظنه البعض ليس جيداً وغير مناسباً، ولكني أرى أن رفض التهميش جيدا، لا وقد
أقول عنه واجباً، فكل إنسان يجب أن يرفض أن يهمش، وكل مدينة يجب أن تقاوم
تهميشها، فهذا حق لكل إنسان ولكل مدينة.
ولكن أسلوب وطريقة يجب أن يربط بقواعد وأصول، لأن الرفض من أعراض
المشكلة وليس هو المشكلة، فمثلا يجب أن لا يفهم أبدا إنني عندما امتدح
بنغازي، فانا ابخس مصراته أو الزنتان حقهم، وعندما امتدح الزنتان فلا يعني
أنني ابخس المرج حقه، فليبيا هي كل هذا، ويجب أن نفهم أنها أجزاء الحبيبة
ليبيا، فقد أتكلم اليوم عن جمال وعظمة منطقة ما وغدا غيرها وهكذا، فليبيا
كلها جميلة وليبيا كلها تستحق كل تقدير واحترام.
كما أني لا احترم أي شخص يكتب ممجدا في مدينته ومحقرا في مدن أخرى، فهذا
لا ينتمي لليبيا، فمن أحب ليبيا، أحبها كلها، بكل مدنها وأحيائها وأزقتها،
بكل أهلها من كل لون وشكل، لا يجوز أن تحب يد وتكره اليد الثانية أو تمدح
عين وتشتم العين الأخرى، فكأنك حين تفعلها تشتم الشخص وان مدحت جزء منه.
ومن يحب مدينته ويشتم أخرى، سوف يفعلها مع مدينته أيضا فيحب حياً معيناً
ويشتم أحياء أخرى.
وخلاصة القول لهؤلاء، ليبيا وحدة واحدة، إما أن تحبها كلها أو لا، أنا لا أتكلم في المفاضلة في الحب، ولكنا ليست مفاضلة بين حب وكره.
يتكلم البعض أيضا عن تعيين المسئولين في المرحلة الانتقالية، فهذا من
هذه مدينة وذاك من تلك المدينة، ويتساءل البعض لماذا لم يكن هنالك تنوع في
الاختيار بين المدن.
أقول إن لهذا السؤال وجاهته ومنطقه، ولكن أخشى ما أخشاه أن ينشأ عرف
سياسي مبني على الموقع وليس على الكفاءة، فبروز هذا السؤال الآن ما هو إلا
الخوف الباطن المتجذر من عشرات السنين والعديد من العقود.
يبرز هذا الخوف لأن التحليل الوحيد الموجود هو ” هذا الشخص من أي مدينة
أو من أي قبيلة ” وكم كنت أود أن يكون السؤال “هذا الشخص هل هو كفؤ للمنصب
أم لا ” وان يكون مبدأ الشخص المناسب في الموضع المناسب.
لا أقول لا تنتقدوا، ولا تبحثوا خلفيات كل يمسك مسؤولية منصب رسمي، فهو
عرف عالمي مطبق في معظم الديمقراطيات، يجب أن يمحص ويحقق في ماضية المالي
والأخلاقي والعملي والوظيفي، ولكن لا يجوز أن نبحث عن مدينته أو قبيلته.
لا أتكلم عن المرحلة الانتقالية، فهذه مرحلة ستنقضي وتنتهي خلال أشهر
معدودات، فكل من يمسك فيها منصباً، اعلم يقيناً انه سيحاول جاهدا لخدمة
ليبيا، إن لم يكن من اجل ليبيا نفسها فهو من اجل نفسه، ومن يفشل فخسارته
كبيرة، فسيفقد مستقبله السياسي.
لنستفد من هامش الحرية لدينا بالنقد، وتبيان الحقائق، ولكن ليس بتكريس المناطقية أو القبلية.
عاشت ليبيا كلها، طرابلس وبنغازي ودرنة وطبرق والمرج وأجدابيا ومصراته والزنتان والزاوية وجبل نفوسه.
ومن المؤكد أنه سيقال لي لماذا لم تذكر مدينتي؟ ويذكرني بقول احدهم،
لماذا لم يذكر التفاح والبرتقال والفراولة في القران الكريم؟ وأقول لهم لا
ذكر الموز في القرآن الكريم زاد من حلاوته، ولا عدم ذكر التفاح والفراولة
نقص من حلاوتهما، وهو قرآن رب العالمين.
فكلكم في قلوبنا ونتمنى أن نرى ليبيا دولة متقدمة مزدهرة يحترم فيها
الإنسان لا لمدينته ولا لقبيلة ولا لقربه من حاكم، بل يحترم لعملة
وإنسانيته.
ليبيا التي ستبني إن شاء المولى على مبدأ “الرجل المناسب في الموضع المناسب” وليس “الرجل من المدينة المناسبة”.
وعلى دروب الحرية والكرامة نلتقي
الإثنين مارس 10, 2014 2:33 am من طرف dexter ly
» اصحاب - قصيدة مؤثرة جداً على الأصحاب
الإثنين يوليو 22, 2013 4:39 am من طرف ابنك يابرقة
» بوعياد - هافي سفيرهم
الإثنين يوليو 22, 2013 4:38 am من طرف ابنك يابرقة
» نحن مسلاته
الإثنين يوليو 22, 2013 4:37 am من طرف ابنك يابرقة
» ليبيا 17 فبرياير
الإثنين يوليو 22, 2013 4:34 am من طرف ابنك يابرقة
» ما أيفيدكم تهديدي
الإثنين يوليو 22, 2013 4:32 am من طرف ابنك يابرقة
» رد الشاعر على كلمة (من انتم )
الإثنين يوليو 22, 2013 4:32 am من طرف ابنك يابرقة
» ما بي مرض غير فقدت احباب
الإثنين يوليو 22, 2013 4:31 am من طرف ابنك يابرقة
» قصيدة يا طرابلس قوليله
الإثنين يوليو 22, 2013 4:31 am من طرف ابنك يابرقة