عياد الفرجاني
17 فبراير 2011 م، يوم فاصل في تاريخ ليبيا السياسي، فيه هدِمَ صنم
الدكتاتورية و نظام حكم الفرد، و أجتثت جذور الفساد و الطغيان، و أُطلق
العنان للحريات التي كانت مكبوتة، حيث لا حرية سياسية، لا حرية للرأي، لا
حرية للصحافة.
17 فبراير لم تكن ثورة ٌ علي الإستبداد السياسي فحسب، بل صاحبها “ثورة
إجتماعية أخلاقية” أثرت في أخلاقيات المجتمع الليبي، ثورةٌ نفضت الغبار عن
أخلاق نبيلة ضنناها قد إندثرت، أخلاق سامية كنا نقرأها بين أسطر و صفحات
التاريخ وسِير العظماء و النبلاء و لم نستشعرها حقيقةً علي الواقع طيلة
أربعة عقود مضت، إلا ما ندر.
أخلاقيات التضحية و الفداء،
أخلاقيات الإنتصار للمظلوم،
أخلاقيات الصدح بالحق في وجه الباطل،
أخلاقيات التكاثف و التعاضد،
أخلاقيات إغاثة الملهوف…… الخ.
أخلاقيات عظيمة و نبيلة سميت مؤخراً “بأخلاقيات الثوار”، غابت هذه
الأخلاقيات عن المجتمع الليبي دهراً بسبب غياب الشعور بالإنتماء للوطن لدي
الليبيين، غاب الإنتماء للوطن نتيجة أغتيال الطاغية ُ لجهود الوطنيين
المخلصين، و تسخير كل الجهود لخدمته و تهميش كل جهدٍ لا يصب في مصلحته و
حماية عرشه الزائف.
تنادي أهالي شهداء سجن بوسليم – يوم 15 فبراير- ليجسدوا أخلاقيات “نصرة
المظلوم” بإخراج المحامي فتحي تربل، الذي صدح بالحق في وجه الباطل، من
براثن المجرم عبدالله السنوسي.
كما رفض أهالي الزنتان تقديم ألف شاب من أبنائهم للطاغية لقمع المظاهرات
السلمية المتوقعة في مدينة بنغازي، و قالوها بملء افواههم، شباباً و
شيوخاً، ” لن نقتل أخواننا في بنغازي”. أغراهم بالمال و إعمار مدينة
الزنتان و ما جاورها من مدن، شعر أهالي الجبل بالإهانة و الطعن في شرفهم و
أخلاقهم بهذا العرض الذي لا يقبله إلا المرتزقة الذين يرتضون شراء ذِممهم
بالأموال. رفضوا هذا العرض الدنيئ لنري أخلاقيات أصيلة لمعت براقة بعد أن
جلي عنها الصداء شباب ثورة 17 فبراير المباركة. إنتفض الجبل الأشم بأسره –
عربه و أمازيغه – حملوا أرواحهم علي أكفهم ليمارسوا أخلاقيات “قول كلمة
الحق في وجه سلطان جائر”، توحدت كلمتهم و تكاثفت جهودهم لعلمهم بأن يد
الظلم و الطغيان سوف تحاول النيل منهم.
كما قدمت مدينة الزاوية الجريحة مشهداً تاريخياً في البطولة و مثالاً
رائعاً في أخلاقيات فداء الوطن و التضحية، حيث سمت قوافل الشهداء، و كبل
قيود الأسر أسود الزاوية، و أثقلت الجروح حِرَاكهم، و لم ينحنوا للطاغية
مقابل عيش ممزوج بالذل و المهانة. كما برزت أخلاق التضحية و الفداء حينما
رفض أهالي مدينة زوارة المجاهدة الإنطواء تحت راية الطاغية لما طلب منهم
تنكيس راية الإستقلال.
أيضاً، في يومي 17 و 18 فبراير، هب شباب مدن الجبل الأخضر من شتي الشعاب
و الوديان ركباناً و مترجلين ليمثلوا “أخلاقيات إغاثة الملهوف” و ينقذوا
إخوانهم في مدينتي البيضاء و شحات من بنادق القناصين و المرتزقة الذين
سفكوا الدماء بمدينة البيضاء ثم تحصنوا بأسوار الكتيبة بمدينة شحات.
إنتفضت أغلب مدن ليبيا الحبيبية لنجدة إخوانهم و المطالبة بإيقاف نزيف
الدم في مدن الشرق لنري مشهدأ أخر من “أخلاقيات التعاضد و التكاثف”. خرج
أبناء مدينة مصراته ليقولوا ” مصراته معك يا بنغازي”، كما زحف شباب العاصمة
طرابلس من كل أحيائها و ميادينها ليجتمعوا في ساحة الشهداء، و يهتفوا بأسم
شهداء بنغازي و يسجلوا بدمائهم الزكية أروع ملاحم في أخلاقيات نصرة
المظلوم و الفداء لوحدة الوطن.
أخلاقيات تجسدت في أيام معدودات من إنطلاق الثورة المباركة – لا تزيد عن
خمسة أيام – تنادت فيها المدن و هبت لنجدة و نصرة بعضها البعض بشكل لم
يسبق له مثيل طيلة أربعة عقود من حكم الطاغية الذي زرع الفتن بين المدن،
هذا ما جسدته المدن فما بالك بالأخلاقيات التي جسدها الليبيون كأفراد لنصرة
بعضهم البعض، و ما فعله الشهيد المهدي زيو – رحمه الله – إلا غيضٌ من فيض
ٍ.
كما سطر الثوار ملحمة طرابلس التي تنادي لها الثوار من كافة أرجاء ليبيا
لتحرير العاصمة الأسيرة، حيث كان التنسيق مع ثوار طرابلس للتحرك من
الداخل، تكاثف الثوار و وحدوا جهودهم ليتجهوا الي حصن الطاغية في باب
العزيزية، ليدكوه فوق رأسه و رؤوس أبنائه و زبانيته في ساعات قليلة. أصبحت
العاصمة حرة و لم تحدث إنتهاكات أو سرقات مشهودة للمال العام أو الخاص، و
بهذا يسطر الثوار إحدي الصفحات الكبري في أخلاقيات المجتمع الليبي.
عياد الفرجاني
17 فبراير 2011 م، يوم فاصل في تاريخ ليبيا السياسي، فيه هدِمَ صنم
الدكتاتورية و نظام حكم الفرد، و أجتثت جذور الفساد و الطغيان، و أُطلق
العنان للحريات التي كانت مكبوتة، حيث لا حرية سياسية، لا حرية للرأي، لا
حرية للصحافة.
17 فبراير لم تكن ثورة ٌ علي الإستبداد السياسي فحسب، بل صاحبها “ثورة
إجتماعية أخلاقية” أثرت في أخلاقيات المجتمع الليبي، ثورةٌ نفضت الغبار عن
أخلاق نبيلة ضنناها قد إندثرت، أخلاق سامية كنا نقرأها بين أسطر و صفحات
التاريخ وسِير العظماء و النبلاء و لم نستشعرها حقيقةً علي الواقع طيلة
أربعة عقود مضت، إلا ما ندر.
أخلاقيات التضحية و الفداء،
أخلاقيات الإنتصار للمظلوم،
أخلاقيات الصدح بالحق في وجه الباطل،
أخلاقيات التكاثف و التعاضد،
أخلاقيات إغاثة الملهوف…… الخ.
أخلاقيات عظيمة و نبيلة سميت مؤخراً “بأخلاقيات الثوار”، غابت هذه
الأخلاقيات عن المجتمع الليبي دهراً بسبب غياب الشعور بالإنتماء للوطن لدي
الليبيين، غاب الإنتماء للوطن نتيجة أغتيال الطاغية ُ لجهود الوطنيين
المخلصين، و تسخير كل الجهود لخدمته و تهميش كل جهدٍ لا يصب في مصلحته و
حماية عرشه الزائف.
تنادي أهالي شهداء سجن بوسليم – يوم 15 فبراير- ليجسدوا أخلاقيات “نصرة
المظلوم” بإخراج المحامي فتحي تربل، الذي صدح بالحق في وجه الباطل، من
براثن المجرم عبدالله السنوسي.
كما رفض أهالي الزنتان تقديم ألف شاب من أبنائهم للطاغية لقمع المظاهرات
السلمية المتوقعة في مدينة بنغازي، و قالوها بملء افواههم، شباباً و
شيوخاً، ” لن نقتل أخواننا في بنغازي”. أغراهم بالمال و إعمار مدينة
الزنتان و ما جاورها من مدن، شعر أهالي الجبل بالإهانة و الطعن في شرفهم و
أخلاقهم بهذا العرض الذي لا يقبله إلا المرتزقة الذين يرتضون شراء ذِممهم
بالأموال. رفضوا هذا العرض الدنيئ لنري أخلاقيات أصيلة لمعت براقة بعد أن
جلي عنها الصداء شباب ثورة 17 فبراير المباركة. إنتفض الجبل الأشم بأسره –
عربه و أمازيغه – حملوا أرواحهم علي أكفهم ليمارسوا أخلاقيات “قول كلمة
الحق في وجه سلطان جائر”، توحدت كلمتهم و تكاثفت جهودهم لعلمهم بأن يد
الظلم و الطغيان سوف تحاول النيل منهم.
كما قدمت مدينة الزاوية الجريحة مشهداً تاريخياً في البطولة و مثالاً
رائعاً في أخلاقيات فداء الوطن و التضحية، حيث سمت قوافل الشهداء، و كبل
قيود الأسر أسود الزاوية، و أثقلت الجروح حِرَاكهم، و لم ينحنوا للطاغية
مقابل عيش ممزوج بالذل و المهانة. كما برزت أخلاق التضحية و الفداء حينما
رفض أهالي مدينة زوارة المجاهدة الإنطواء تحت راية الطاغية لما طلب منهم
تنكيس راية الإستقلال.
أيضاً، في يومي 17 و 18 فبراير، هب شباب مدن الجبل الأخضر من شتي الشعاب
و الوديان ركباناً و مترجلين ليمثلوا “أخلاقيات إغاثة الملهوف” و ينقذوا
إخوانهم في مدينتي البيضاء و شحات من بنادق القناصين و المرتزقة الذين
سفكوا الدماء بمدينة البيضاء ثم تحصنوا بأسوار الكتيبة بمدينة شحات.
إنتفضت أغلب مدن ليبيا الحبيبية لنجدة إخوانهم و المطالبة بإيقاف نزيف
الدم في مدن الشرق لنري مشهدأ أخر من “أخلاقيات التعاضد و التكاثف”. خرج
أبناء مدينة مصراته ليقولوا ” مصراته معك يا بنغازي”، كما زحف شباب العاصمة
طرابلس من كل أحيائها و ميادينها ليجتمعوا في ساحة الشهداء، و يهتفوا بأسم
شهداء بنغازي و يسجلوا بدمائهم الزكية أروع ملاحم في أخلاقيات نصرة
المظلوم و الفداء لوحدة الوطن.
أخلاقيات تجسدت في أيام معدودات من إنطلاق الثورة المباركة – لا تزيد عن
خمسة أيام – تنادت فيها المدن و هبت لنجدة و نصرة بعضها البعض بشكل لم
يسبق له مثيل طيلة أربعة عقود من حكم الطاغية الذي زرع الفتن بين المدن،
هذا ما جسدته المدن فما بالك بالأخلاقيات التي جسدها الليبيون كأفراد لنصرة
بعضهم البعض، و ما فعله الشهيد المهدي زيو – رحمه الله – إلا غيضٌ من فيض
ٍ.
كما سطر الثوار ملحمة طرابلس التي تنادي لها الثوار من كافة أرجاء ليبيا
لتحرير العاصمة الأسيرة، حيث كان التنسيق مع ثوار طرابلس للتحرك من
الداخل، تكاثف الثوار و وحدوا جهودهم ليتجهوا الي حصن الطاغية في باب
العزيزية، ليدكوه فوق رأسه و رؤوس أبنائه و زبانيته في ساعات قليلة. أصبحت
العاصمة حرة و لم تحدث إنتهاكات أو سرقات مشهودة للمال العام أو الخاص، و
بهذا يسطر الثوار إحدي الصفحات الكبري في أخلاقيات المجتمع الليبي.
عياد الفرجاني
الإثنين مارس 10, 2014 2:33 am من طرف dexter ly
» اصحاب - قصيدة مؤثرة جداً على الأصحاب
الإثنين يوليو 22, 2013 4:39 am من طرف ابنك يابرقة
» بوعياد - هافي سفيرهم
الإثنين يوليو 22, 2013 4:38 am من طرف ابنك يابرقة
» نحن مسلاته
الإثنين يوليو 22, 2013 4:37 am من طرف ابنك يابرقة
» ليبيا 17 فبرياير
الإثنين يوليو 22, 2013 4:34 am من طرف ابنك يابرقة
» ما أيفيدكم تهديدي
الإثنين يوليو 22, 2013 4:32 am من طرف ابنك يابرقة
» رد الشاعر على كلمة (من انتم )
الإثنين يوليو 22, 2013 4:32 am من طرف ابنك يابرقة
» ما بي مرض غير فقدت احباب
الإثنين يوليو 22, 2013 4:31 am من طرف ابنك يابرقة
» قصيدة يا طرابلس قوليله
الإثنين يوليو 22, 2013 4:31 am من طرف ابنك يابرقة