عمـــر المختـــــار
للشاعر المرحوم الشيخ حسين الاحلافي
عنـــدما نشرت صورة الشهيد عمرالمختار وهو مكبل
بالحـديد ليدفع إلى الجلاد بقرية " سلوق "، وقد ظهر
بالصورة ضباط الطليــان يبدو على وجوههم السرور
بهــــذا الانتصـــار والقضــاء على المقـاومــة، رأيت أن أعبـّر عمــّـا يجيــش بنفســي مـن شعـور
ونظمت هذه الأبيات.
يــا للوقــاحة صــــوروك مكبـــّلا
واستحقـــروك وأنـــت أعظـــم شـــانا
وقفوا إزائــك مظهــرين سرورهم
فــي موقــــف يستجلــــــب الأحــزانا
أمنــوا يمينـــك وهي موثقــة ولـو
طلقــــت يمينـــك وامتطيــــت حصانا
ورأوا سلاحك مصلتــا لتأخـّـــروا
وتهيّبــوك وغـــــادروا الميـــــــــدانا
كالليث تسحــب في حديــدك بينهم
ولأنــــــت أثبــــت في اللقـــــاء جنانا
كم مــرة زحفـــوا عليـــك بجحفل
يكســــو الجبــــال ويمــــــلأ الوديــانا
فـفللــت جيشهــــم العظيـــم بقـــوة
جبــــّارة لا تعـــــــــرف الإذعــــــانا
يا عصبـة الطليـــان مهـــلا إننــــا
عـــــرب كـــــــرام لـــن تضيـع دمانا
لن تستريحـــوا بثأرنــا أبـــدا ولن
ننـــــسى وإن طــــال الزمـــان حمانا
سليمان العيسى يمدح المختار في مهرجان بنغازي لاتحادالمؤرخين العرب عام 1979 م
دمك الطريق، وما يزال بعيدا
علق برمحك فجرنا الموعودا
دمك الطريق ولو حملنا وهجه
أغنى وأرهب عدة وعديدا
دمك الطريق فما تقول قصيدة
أنت الذي نسج الخلود قصيدا
شيخ الرمال يهزهن عروبة
وعقيدة تسع الوجود وجودا
اضرب بحافر مهرك النير الذي
ما زال في أعماقنا مشدودا
جئت القبور ونحن في أعماقها
فأريتها المتحدي الصنديدا
وفتحت باب الخالدين فمن يشأ
صنع الحياة مقاتلا وشهيدا
انزل على المختار في شهقاته
واحمل بقية نزعه تصعيدا
انزل على دمه ستعرف مرة
درب الخلاص الأحمر المنشودا
أحمد شوقي ينعى عمر المختار:
ركزوا رفاتك في الرمال
يستنهض الوادي صـباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارا من دم
يوحي إلى جيـل الغد البغضاء
ما ضر لو جعلوا العلاقة في
غد بين الشعوب مودة وإخاء
جرح يصيح على المدى وضحية
تتلمس الحـرية الحمراء
يأيها السيف المجرَّد بالفلا
يكسو السيوف على الزمان مضاء
تلك الصحارى غمد كل مهند
أبلى فأحسن في العدو بلاء
وقبور موتى من شـباب أمية
وكهولهم لم يبرحوا أحياء
لو لاذ بالجـوزاء منهم معقل
دخلوا على أبـراجها الجوزاء
فتحوا الشمال سهـوله وجباله
وتوغلوا فاستعمروا الخضراء
وبنوا حضارتهم فطاول ركنها
دار السلام وجلّق الشماء
خُيّرت فاخترت المبيت على الطوى
لم تبن جاها أو تلم ثراء
إن البطولة أن تموت مـن الظما
ليس البطولة أن تعـب الماء
أفريقيا مهد الأسود ولحدها
ضجت عليك أراجلا ونساء
والمسلمون على اختلاف ديارهم
لا يملكون مع المصاب عزاء
والجاهلية مـن وراء قبورهم
يبكون زيد الخيل والفلحاء
فــي ذِمَّــة اللهِ الكريمِ وحفظِـه
جَسَــدٌ ببرْقة وُسِّــدَ الصحراءَ
لـم تُبْـقِ منـه رَحَى الوقائِع أَعظُمًا
تَبْلَى، ولم تُبْـقِ الرِّماحُ دِمـاءَ
كَرُفاتِ نَسْرٍ أَو بَقِيَّةِ ضَيْغَـمٍ
باتا وراءَ السَّـافياتِ هَباءَ
بطـلُ البَداوةِ لم يكن يَغْـزو على
"تَنْكٍ"، ولم يَـكُ يركبُ الأَجواءَ
لكـنْ أَخو خَـيْلٍ حَـمَى صَهَواتِها
وأَدَارَ من أَعرافها الهيجاءَ
لَبَّـى قضاءَ الأَرضِ أَمِس بمُهْجَـةٍ
لم تخْـشَ إِلاَّ للسماءِ قَضاءَ
وافاهُ مَرْفوعَ الجبينِ كأَنه
سُـقْراطُ جَـرَّ إِلى القُضاةِ رِداءَ
شَــيْخٌ تَمالَكَ سِـنَّهُ لم ينفجرْ
كالطفل مـن خوفِ العِقابِ بُكاءَ
وأَخـو أُمورٍ عاشَ فـي سَـرَّائها
فتغيَّرَتْ، فتـوقَّع الضَّراءَ
الأُسْـدُ تزأَرُ في الحديدِ ولن ترى
في السِّجنِ ضِرْغامًا بكى اسْتِـخْذاءَ
وأَتى الأَسـيرُ يَجُـرُّ ثِقْلَ حَـديدِهِ
أَسَدٌ يُجَــرِّرُ حَيَّـةً رَقْطاءَ
عَضَّـتْ بسـاقَيْهِ القُيـودُ فلم يَنُؤْ
ومَشَـتْ بهَيْكله السّنون فناءَ
تِسْعُونَ لو رَكِـبَتْ مَنـاكِبَ
شاهقٍ لترجَّلَتْ هَضَباتُه إِعياءَ
خَـفِيَتْ عـن القاضي، وفات نَصِيبُها
مـن رِفْق جُـنْدٍ قادةً نُبَلاءَ
والسِّـنُّ تَعْصِـفُ كُـلَّ قَلْـبِ مُهَـذَّبٍ
عَـرَفَ الجُدودَ، وأَدرَكَ الآباءَ
دفعوا إِلى الجـلاَّدِ أَغلَبَ ماجدًا
يأْسُو الجِراحَ، ويُطلِق الأُسَراءَ
ويُشاطرُ الأَقرانَ ذُخْرَ سِـلاحِهِ
ويَصُـفُّ حَوْلَ خِوانِه الأَعداءَ
وتخيَّروا الحبلَ المَهينَ مَنيّـةً
للَّيْـثِ يلفِظ حَوْلَهُ الحَوْباءَ
حَرموا المماتَ عـلى الصَّوارِم والقَنا
مَـنْ كـان يُعْطِـي الطَّعْنَـةَ النَّجْلاءَ
إِنـي رأَيتُ يَدَ الحضارةِ أُولِعَـتْ
بالحقِّ هَدْما تارةً وبِناءَ
شرَعَتْ حُـقوقَ الناسِ فـي أَوطانِهم
إِلاَّ أُباةَ الضَّيْمِ والضُّعَفاءَ
يا أَيُّهَا الشـعبُ القريبُ، أَسـامعٌ
فأَصوغَ في عُمَرَ الشَّهِيدِ رِثاءَ
أَم أَلْجَـمَتْ فاكَ الخُطوبُ وحَـرَّمت
أُذنَيْـكَ حينَ تُخاطِبُ الإِصْغاءَ?
ذهـب الزعيمُ وأَنـتَ باقٍ خـالدٌ
فانقُد رِجالَك، واخْـتَرِ الزُّعَماءَ
وأَرِحْ شـيوخَكَ مـن تكاليفِ الوَغَى
واحْـمِلْ عـلى فِتْيانِكَ الأَعْباءَ
عمـــر المختـــــار
للشاعر المرحوم الشيخ حسين الاحلافي
عنـــدما نشرت صورة الشهيد عمرالمختار وهو مكبل
بالحـديد ليدفع إلى الجلاد بقرية " سلوق "، وقد ظهر
بالصورة ضباط الطليــان يبدو على وجوههم السرور
بهــــذا الانتصـــار والقضــاء على المقـاومــة، رأيت أن أعبـّر عمــّـا يجيــش بنفســي مـن شعـور
ونظمت هذه الأبيات.
يــا للوقــاحة صــــوروك مكبـــّلا
واستحقـــروك وأنـــت أعظـــم شـــانا
وقفوا إزائــك مظهــرين سرورهم
فــي موقــــف يستجلــــــب الأحــزانا
أمنــوا يمينـــك وهي موثقــة ولـو
طلقــــت يمينـــك وامتطيــــت حصانا
ورأوا سلاحك مصلتــا لتأخـّـــروا
وتهيّبــوك وغـــــادروا الميـــــــــدانا
كالليث تسحــب في حديــدك بينهم
ولأنــــــت أثبــــت في اللقـــــاء جنانا
كم مــرة زحفـــوا عليـــك بجحفل
يكســــو الجبــــال ويمــــــلأ الوديــانا
فـفللــت جيشهــــم العظيـــم بقـــوة
جبــــّارة لا تعـــــــــرف الإذعــــــانا
يا عصبـة الطليـــان مهـــلا إننــــا
عـــــرب كـــــــرام لـــن تضيـع دمانا
لن تستريحـــوا بثأرنــا أبـــدا ولن
ننـــــسى وإن طــــال الزمـــان حمانا
سليمان العيسى يمدح المختار في مهرجان بنغازي لاتحادالمؤرخين العرب عام 1979 م
دمك الطريق، وما يزال بعيدا
علق برمحك فجرنا الموعودا
دمك الطريق ولو حملنا وهجه
أغنى وأرهب عدة وعديدا
دمك الطريق فما تقول قصيدة
أنت الذي نسج الخلود قصيدا
شيخ الرمال يهزهن عروبة
وعقيدة تسع الوجود وجودا
اضرب بحافر مهرك النير الذي
ما زال في أعماقنا مشدودا
جئت القبور ونحن في أعماقها
فأريتها المتحدي الصنديدا
وفتحت باب الخالدين فمن يشأ
صنع الحياة مقاتلا وشهيدا
انزل على المختار في شهقاته
واحمل بقية نزعه تصعيدا
انزل على دمه ستعرف مرة
درب الخلاص الأحمر المنشودا
أحمد شوقي ينعى عمر المختار:
ركزوا رفاتك في الرمال
يستنهض الوادي صـباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارا من دم
يوحي إلى جيـل الغد البغضاء
ما ضر لو جعلوا العلاقة في
غد بين الشعوب مودة وإخاء
جرح يصيح على المدى وضحية
تتلمس الحـرية الحمراء
يأيها السيف المجرَّد بالفلا
يكسو السيوف على الزمان مضاء
تلك الصحارى غمد كل مهند
أبلى فأحسن في العدو بلاء
وقبور موتى من شـباب أمية
وكهولهم لم يبرحوا أحياء
لو لاذ بالجـوزاء منهم معقل
دخلوا على أبـراجها الجوزاء
فتحوا الشمال سهـوله وجباله
وتوغلوا فاستعمروا الخضراء
وبنوا حضارتهم فطاول ركنها
دار السلام وجلّق الشماء
خُيّرت فاخترت المبيت على الطوى
لم تبن جاها أو تلم ثراء
إن البطولة أن تموت مـن الظما
ليس البطولة أن تعـب الماء
أفريقيا مهد الأسود ولحدها
ضجت عليك أراجلا ونساء
والمسلمون على اختلاف ديارهم
لا يملكون مع المصاب عزاء
والجاهلية مـن وراء قبورهم
يبكون زيد الخيل والفلحاء
فــي ذِمَّــة اللهِ الكريمِ وحفظِـه
جَسَــدٌ ببرْقة وُسِّــدَ الصحراءَ
لـم تُبْـقِ منـه رَحَى الوقائِع أَعظُمًا
تَبْلَى، ولم تُبْـقِ الرِّماحُ دِمـاءَ
كَرُفاتِ نَسْرٍ أَو بَقِيَّةِ ضَيْغَـمٍ
باتا وراءَ السَّـافياتِ هَباءَ
بطـلُ البَداوةِ لم يكن يَغْـزو على
"تَنْكٍ"، ولم يَـكُ يركبُ الأَجواءَ
لكـنْ أَخو خَـيْلٍ حَـمَى صَهَواتِها
وأَدَارَ من أَعرافها الهيجاءَ
لَبَّـى قضاءَ الأَرضِ أَمِس بمُهْجَـةٍ
لم تخْـشَ إِلاَّ للسماءِ قَضاءَ
وافاهُ مَرْفوعَ الجبينِ كأَنه
سُـقْراطُ جَـرَّ إِلى القُضاةِ رِداءَ
شَــيْخٌ تَمالَكَ سِـنَّهُ لم ينفجرْ
كالطفل مـن خوفِ العِقابِ بُكاءَ
وأَخـو أُمورٍ عاشَ فـي سَـرَّائها
فتغيَّرَتْ، فتـوقَّع الضَّراءَ
الأُسْـدُ تزأَرُ في الحديدِ ولن ترى
في السِّجنِ ضِرْغامًا بكى اسْتِـخْذاءَ
وأَتى الأَسـيرُ يَجُـرُّ ثِقْلَ حَـديدِهِ
أَسَدٌ يُجَــرِّرُ حَيَّـةً رَقْطاءَ
عَضَّـتْ بسـاقَيْهِ القُيـودُ فلم يَنُؤْ
ومَشَـتْ بهَيْكله السّنون فناءَ
تِسْعُونَ لو رَكِـبَتْ مَنـاكِبَ
شاهقٍ لترجَّلَتْ هَضَباتُه إِعياءَ
خَـفِيَتْ عـن القاضي، وفات نَصِيبُها
مـن رِفْق جُـنْدٍ قادةً نُبَلاءَ
والسِّـنُّ تَعْصِـفُ كُـلَّ قَلْـبِ مُهَـذَّبٍ
عَـرَفَ الجُدودَ، وأَدرَكَ الآباءَ
دفعوا إِلى الجـلاَّدِ أَغلَبَ ماجدًا
يأْسُو الجِراحَ، ويُطلِق الأُسَراءَ
ويُشاطرُ الأَقرانَ ذُخْرَ سِـلاحِهِ
ويَصُـفُّ حَوْلَ خِوانِه الأَعداءَ
وتخيَّروا الحبلَ المَهينَ مَنيّـةً
للَّيْـثِ يلفِظ حَوْلَهُ الحَوْباءَ
حَرموا المماتَ عـلى الصَّوارِم والقَنا
مَـنْ كـان يُعْطِـي الطَّعْنَـةَ النَّجْلاءَ
إِنـي رأَيتُ يَدَ الحضارةِ أُولِعَـتْ
بالحقِّ هَدْما تارةً وبِناءَ
شرَعَتْ حُـقوقَ الناسِ فـي أَوطانِهم
إِلاَّ أُباةَ الضَّيْمِ والضُّعَفاءَ
يا أَيُّهَا الشـعبُ القريبُ، أَسـامعٌ
فأَصوغَ في عُمَرَ الشَّهِيدِ رِثاءَ
أَم أَلْجَـمَتْ فاكَ الخُطوبُ وحَـرَّمت
أُذنَيْـكَ حينَ تُخاطِبُ الإِصْغاءَ?
ذهـب الزعيمُ وأَنـتَ باقٍ خـالدٌ
فانقُد رِجالَك، واخْـتَرِ الزُّعَماءَ
وأَرِحْ شـيوخَكَ مـن تكاليفِ الوَغَى
واحْـمِلْ عـلى فِتْيانِكَ الأَعْباءَ
للشاعر المرحوم الشيخ حسين الاحلافي
عنـــدما نشرت صورة الشهيد عمرالمختار وهو مكبل
بالحـديد ليدفع إلى الجلاد بقرية " سلوق "، وقد ظهر
بالصورة ضباط الطليــان يبدو على وجوههم السرور
بهــــذا الانتصـــار والقضــاء على المقـاومــة، رأيت أن أعبـّر عمــّـا يجيــش بنفســي مـن شعـور
ونظمت هذه الأبيات.
يــا للوقــاحة صــــوروك مكبـــّلا
واستحقـــروك وأنـــت أعظـــم شـــانا
وقفوا إزائــك مظهــرين سرورهم
فــي موقــــف يستجلــــــب الأحــزانا
أمنــوا يمينـــك وهي موثقــة ولـو
طلقــــت يمينـــك وامتطيــــت حصانا
ورأوا سلاحك مصلتــا لتأخـّـــروا
وتهيّبــوك وغـــــادروا الميـــــــــدانا
كالليث تسحــب في حديــدك بينهم
ولأنــــــت أثبــــت في اللقـــــاء جنانا
كم مــرة زحفـــوا عليـــك بجحفل
يكســــو الجبــــال ويمــــــلأ الوديــانا
فـفللــت جيشهــــم العظيـــم بقـــوة
جبــــّارة لا تعـــــــــرف الإذعــــــانا
يا عصبـة الطليـــان مهـــلا إننــــا
عـــــرب كـــــــرام لـــن تضيـع دمانا
لن تستريحـــوا بثأرنــا أبـــدا ولن
ننـــــسى وإن طــــال الزمـــان حمانا
سليمان العيسى يمدح المختار في مهرجان بنغازي لاتحادالمؤرخين العرب عام 1979 م
دمك الطريق، وما يزال بعيدا
علق برمحك فجرنا الموعودا
دمك الطريق ولو حملنا وهجه
أغنى وأرهب عدة وعديدا
دمك الطريق فما تقول قصيدة
أنت الذي نسج الخلود قصيدا
شيخ الرمال يهزهن عروبة
وعقيدة تسع الوجود وجودا
اضرب بحافر مهرك النير الذي
ما زال في أعماقنا مشدودا
جئت القبور ونحن في أعماقها
فأريتها المتحدي الصنديدا
وفتحت باب الخالدين فمن يشأ
صنع الحياة مقاتلا وشهيدا
انزل على المختار في شهقاته
واحمل بقية نزعه تصعيدا
انزل على دمه ستعرف مرة
درب الخلاص الأحمر المنشودا
أحمد شوقي ينعى عمر المختار:
ركزوا رفاتك في الرمال
يستنهض الوادي صـباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارا من دم
يوحي إلى جيـل الغد البغضاء
ما ضر لو جعلوا العلاقة في
غد بين الشعوب مودة وإخاء
جرح يصيح على المدى وضحية
تتلمس الحـرية الحمراء
يأيها السيف المجرَّد بالفلا
يكسو السيوف على الزمان مضاء
تلك الصحارى غمد كل مهند
أبلى فأحسن في العدو بلاء
وقبور موتى من شـباب أمية
وكهولهم لم يبرحوا أحياء
لو لاذ بالجـوزاء منهم معقل
دخلوا على أبـراجها الجوزاء
فتحوا الشمال سهـوله وجباله
وتوغلوا فاستعمروا الخضراء
وبنوا حضارتهم فطاول ركنها
دار السلام وجلّق الشماء
خُيّرت فاخترت المبيت على الطوى
لم تبن جاها أو تلم ثراء
إن البطولة أن تموت مـن الظما
ليس البطولة أن تعـب الماء
أفريقيا مهد الأسود ولحدها
ضجت عليك أراجلا ونساء
والمسلمون على اختلاف ديارهم
لا يملكون مع المصاب عزاء
والجاهلية مـن وراء قبورهم
يبكون زيد الخيل والفلحاء
فــي ذِمَّــة اللهِ الكريمِ وحفظِـه
جَسَــدٌ ببرْقة وُسِّــدَ الصحراءَ
لـم تُبْـقِ منـه رَحَى الوقائِع أَعظُمًا
تَبْلَى، ولم تُبْـقِ الرِّماحُ دِمـاءَ
كَرُفاتِ نَسْرٍ أَو بَقِيَّةِ ضَيْغَـمٍ
باتا وراءَ السَّـافياتِ هَباءَ
بطـلُ البَداوةِ لم يكن يَغْـزو على
"تَنْكٍ"، ولم يَـكُ يركبُ الأَجواءَ
لكـنْ أَخو خَـيْلٍ حَـمَى صَهَواتِها
وأَدَارَ من أَعرافها الهيجاءَ
لَبَّـى قضاءَ الأَرضِ أَمِس بمُهْجَـةٍ
لم تخْـشَ إِلاَّ للسماءِ قَضاءَ
وافاهُ مَرْفوعَ الجبينِ كأَنه
سُـقْراطُ جَـرَّ إِلى القُضاةِ رِداءَ
شَــيْخٌ تَمالَكَ سِـنَّهُ لم ينفجرْ
كالطفل مـن خوفِ العِقابِ بُكاءَ
وأَخـو أُمورٍ عاشَ فـي سَـرَّائها
فتغيَّرَتْ، فتـوقَّع الضَّراءَ
الأُسْـدُ تزأَرُ في الحديدِ ولن ترى
في السِّجنِ ضِرْغامًا بكى اسْتِـخْذاءَ
وأَتى الأَسـيرُ يَجُـرُّ ثِقْلَ حَـديدِهِ
أَسَدٌ يُجَــرِّرُ حَيَّـةً رَقْطاءَ
عَضَّـتْ بسـاقَيْهِ القُيـودُ فلم يَنُؤْ
ومَشَـتْ بهَيْكله السّنون فناءَ
تِسْعُونَ لو رَكِـبَتْ مَنـاكِبَ
شاهقٍ لترجَّلَتْ هَضَباتُه إِعياءَ
خَـفِيَتْ عـن القاضي، وفات نَصِيبُها
مـن رِفْق جُـنْدٍ قادةً نُبَلاءَ
والسِّـنُّ تَعْصِـفُ كُـلَّ قَلْـبِ مُهَـذَّبٍ
عَـرَفَ الجُدودَ، وأَدرَكَ الآباءَ
دفعوا إِلى الجـلاَّدِ أَغلَبَ ماجدًا
يأْسُو الجِراحَ، ويُطلِق الأُسَراءَ
ويُشاطرُ الأَقرانَ ذُخْرَ سِـلاحِهِ
ويَصُـفُّ حَوْلَ خِوانِه الأَعداءَ
وتخيَّروا الحبلَ المَهينَ مَنيّـةً
للَّيْـثِ يلفِظ حَوْلَهُ الحَوْباءَ
حَرموا المماتَ عـلى الصَّوارِم والقَنا
مَـنْ كـان يُعْطِـي الطَّعْنَـةَ النَّجْلاءَ
إِنـي رأَيتُ يَدَ الحضارةِ أُولِعَـتْ
بالحقِّ هَدْما تارةً وبِناءَ
شرَعَتْ حُـقوقَ الناسِ فـي أَوطانِهم
إِلاَّ أُباةَ الضَّيْمِ والضُّعَفاءَ
يا أَيُّهَا الشـعبُ القريبُ، أَسـامعٌ
فأَصوغَ في عُمَرَ الشَّهِيدِ رِثاءَ
أَم أَلْجَـمَتْ فاكَ الخُطوبُ وحَـرَّمت
أُذنَيْـكَ حينَ تُخاطِبُ الإِصْغاءَ?
ذهـب الزعيمُ وأَنـتَ باقٍ خـالدٌ
فانقُد رِجالَك، واخْـتَرِ الزُّعَماءَ
وأَرِحْ شـيوخَكَ مـن تكاليفِ الوَغَى
واحْـمِلْ عـلى فِتْيانِكَ الأَعْباءَ
عمـــر المختـــــار
للشاعر المرحوم الشيخ حسين الاحلافي
عنـــدما نشرت صورة الشهيد عمرالمختار وهو مكبل
بالحـديد ليدفع إلى الجلاد بقرية " سلوق "، وقد ظهر
بالصورة ضباط الطليــان يبدو على وجوههم السرور
بهــــذا الانتصـــار والقضــاء على المقـاومــة، رأيت أن أعبـّر عمــّـا يجيــش بنفســي مـن شعـور
ونظمت هذه الأبيات.
يــا للوقــاحة صــــوروك مكبـــّلا
واستحقـــروك وأنـــت أعظـــم شـــانا
وقفوا إزائــك مظهــرين سرورهم
فــي موقــــف يستجلــــــب الأحــزانا
أمنــوا يمينـــك وهي موثقــة ولـو
طلقــــت يمينـــك وامتطيــــت حصانا
ورأوا سلاحك مصلتــا لتأخـّـــروا
وتهيّبــوك وغـــــادروا الميـــــــــدانا
كالليث تسحــب في حديــدك بينهم
ولأنــــــت أثبــــت في اللقـــــاء جنانا
كم مــرة زحفـــوا عليـــك بجحفل
يكســــو الجبــــال ويمــــــلأ الوديــانا
فـفللــت جيشهــــم العظيـــم بقـــوة
جبــــّارة لا تعـــــــــرف الإذعــــــانا
يا عصبـة الطليـــان مهـــلا إننــــا
عـــــرب كـــــــرام لـــن تضيـع دمانا
لن تستريحـــوا بثأرنــا أبـــدا ولن
ننـــــسى وإن طــــال الزمـــان حمانا
سليمان العيسى يمدح المختار في مهرجان بنغازي لاتحادالمؤرخين العرب عام 1979 م
دمك الطريق، وما يزال بعيدا
علق برمحك فجرنا الموعودا
دمك الطريق ولو حملنا وهجه
أغنى وأرهب عدة وعديدا
دمك الطريق فما تقول قصيدة
أنت الذي نسج الخلود قصيدا
شيخ الرمال يهزهن عروبة
وعقيدة تسع الوجود وجودا
اضرب بحافر مهرك النير الذي
ما زال في أعماقنا مشدودا
جئت القبور ونحن في أعماقها
فأريتها المتحدي الصنديدا
وفتحت باب الخالدين فمن يشأ
صنع الحياة مقاتلا وشهيدا
انزل على المختار في شهقاته
واحمل بقية نزعه تصعيدا
انزل على دمه ستعرف مرة
درب الخلاص الأحمر المنشودا
أحمد شوقي ينعى عمر المختار:
ركزوا رفاتك في الرمال
يستنهض الوادي صـباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارا من دم
يوحي إلى جيـل الغد البغضاء
ما ضر لو جعلوا العلاقة في
غد بين الشعوب مودة وإخاء
جرح يصيح على المدى وضحية
تتلمس الحـرية الحمراء
يأيها السيف المجرَّد بالفلا
يكسو السيوف على الزمان مضاء
تلك الصحارى غمد كل مهند
أبلى فأحسن في العدو بلاء
وقبور موتى من شـباب أمية
وكهولهم لم يبرحوا أحياء
لو لاذ بالجـوزاء منهم معقل
دخلوا على أبـراجها الجوزاء
فتحوا الشمال سهـوله وجباله
وتوغلوا فاستعمروا الخضراء
وبنوا حضارتهم فطاول ركنها
دار السلام وجلّق الشماء
خُيّرت فاخترت المبيت على الطوى
لم تبن جاها أو تلم ثراء
إن البطولة أن تموت مـن الظما
ليس البطولة أن تعـب الماء
أفريقيا مهد الأسود ولحدها
ضجت عليك أراجلا ونساء
والمسلمون على اختلاف ديارهم
لا يملكون مع المصاب عزاء
والجاهلية مـن وراء قبورهم
يبكون زيد الخيل والفلحاء
فــي ذِمَّــة اللهِ الكريمِ وحفظِـه
جَسَــدٌ ببرْقة وُسِّــدَ الصحراءَ
لـم تُبْـقِ منـه رَحَى الوقائِع أَعظُمًا
تَبْلَى، ولم تُبْـقِ الرِّماحُ دِمـاءَ
كَرُفاتِ نَسْرٍ أَو بَقِيَّةِ ضَيْغَـمٍ
باتا وراءَ السَّـافياتِ هَباءَ
بطـلُ البَداوةِ لم يكن يَغْـزو على
"تَنْكٍ"، ولم يَـكُ يركبُ الأَجواءَ
لكـنْ أَخو خَـيْلٍ حَـمَى صَهَواتِها
وأَدَارَ من أَعرافها الهيجاءَ
لَبَّـى قضاءَ الأَرضِ أَمِس بمُهْجَـةٍ
لم تخْـشَ إِلاَّ للسماءِ قَضاءَ
وافاهُ مَرْفوعَ الجبينِ كأَنه
سُـقْراطُ جَـرَّ إِلى القُضاةِ رِداءَ
شَــيْخٌ تَمالَكَ سِـنَّهُ لم ينفجرْ
كالطفل مـن خوفِ العِقابِ بُكاءَ
وأَخـو أُمورٍ عاشَ فـي سَـرَّائها
فتغيَّرَتْ، فتـوقَّع الضَّراءَ
الأُسْـدُ تزأَرُ في الحديدِ ولن ترى
في السِّجنِ ضِرْغامًا بكى اسْتِـخْذاءَ
وأَتى الأَسـيرُ يَجُـرُّ ثِقْلَ حَـديدِهِ
أَسَدٌ يُجَــرِّرُ حَيَّـةً رَقْطاءَ
عَضَّـتْ بسـاقَيْهِ القُيـودُ فلم يَنُؤْ
ومَشَـتْ بهَيْكله السّنون فناءَ
تِسْعُونَ لو رَكِـبَتْ مَنـاكِبَ
شاهقٍ لترجَّلَتْ هَضَباتُه إِعياءَ
خَـفِيَتْ عـن القاضي، وفات نَصِيبُها
مـن رِفْق جُـنْدٍ قادةً نُبَلاءَ
والسِّـنُّ تَعْصِـفُ كُـلَّ قَلْـبِ مُهَـذَّبٍ
عَـرَفَ الجُدودَ، وأَدرَكَ الآباءَ
دفعوا إِلى الجـلاَّدِ أَغلَبَ ماجدًا
يأْسُو الجِراحَ، ويُطلِق الأُسَراءَ
ويُشاطرُ الأَقرانَ ذُخْرَ سِـلاحِهِ
ويَصُـفُّ حَوْلَ خِوانِه الأَعداءَ
وتخيَّروا الحبلَ المَهينَ مَنيّـةً
للَّيْـثِ يلفِظ حَوْلَهُ الحَوْباءَ
حَرموا المماتَ عـلى الصَّوارِم والقَنا
مَـنْ كـان يُعْطِـي الطَّعْنَـةَ النَّجْلاءَ
إِنـي رأَيتُ يَدَ الحضارةِ أُولِعَـتْ
بالحقِّ هَدْما تارةً وبِناءَ
شرَعَتْ حُـقوقَ الناسِ فـي أَوطانِهم
إِلاَّ أُباةَ الضَّيْمِ والضُّعَفاءَ
يا أَيُّهَا الشـعبُ القريبُ، أَسـامعٌ
فأَصوغَ في عُمَرَ الشَّهِيدِ رِثاءَ
أَم أَلْجَـمَتْ فاكَ الخُطوبُ وحَـرَّمت
أُذنَيْـكَ حينَ تُخاطِبُ الإِصْغاءَ?
ذهـب الزعيمُ وأَنـتَ باقٍ خـالدٌ
فانقُد رِجالَك، واخْـتَرِ الزُّعَماءَ
وأَرِحْ شـيوخَكَ مـن تكاليفِ الوَغَى
واحْـمِلْ عـلى فِتْيانِكَ الأَعْباءَ
الإثنين مارس 10, 2014 2:33 am من طرف dexter ly
» اصحاب - قصيدة مؤثرة جداً على الأصحاب
الإثنين يوليو 22, 2013 4:39 am من طرف ابنك يابرقة
» بوعياد - هافي سفيرهم
الإثنين يوليو 22, 2013 4:38 am من طرف ابنك يابرقة
» نحن مسلاته
الإثنين يوليو 22, 2013 4:37 am من طرف ابنك يابرقة
» ليبيا 17 فبرياير
الإثنين يوليو 22, 2013 4:34 am من طرف ابنك يابرقة
» ما أيفيدكم تهديدي
الإثنين يوليو 22, 2013 4:32 am من طرف ابنك يابرقة
» رد الشاعر على كلمة (من انتم )
الإثنين يوليو 22, 2013 4:32 am من طرف ابنك يابرقة
» ما بي مرض غير فقدت احباب
الإثنين يوليو 22, 2013 4:31 am من طرف ابنك يابرقة
» قصيدة يا طرابلس قوليله
الإثنين يوليو 22, 2013 4:31 am من طرف ابنك يابرقة